اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر شاشة قناة “المنار” ،متناولا عددا من الموضوعات وبعضها على درجة عالية من الاهمية، وقدم تعازيه الى عائلة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح ، والى الحركة والى الشعب الفلسطيني الصابر، وقال ان “الظروف لن تسمح بإقامة حفل تأبيني لهذه القامة الكبيرة، وقد كان لنا لقاءات عديدة، وأعرفه عن قرب وما سأقوله بناء على معرفتي به وتواصلنا في ايام الشدة والرخاء. وقد كان مؤمنا ومخلصا للقضية وللشعب الفلسطيني، واولويته المطلقة كانت المقاومة والجهاد للوصول الى تحقيق الاهداف، وكان يتمتع بالعقل والفكر ولحالم، وحريصا على العلاقة مع كل الفصائل الفلسطينية وعلى الوحدة الفلسطينية”.
وأضاف: “كان يحمل هموم الأمة الاسلامية على امتداد البلدان، وعلى التقارب بين المذاهب الاسلامية، وكان يطرح افكارا من دون مجاملة لتحقيق هذا التقارب”.
وتابع:” في ظل قيادته تطورت حركة الجهاد في معركتها مع العدو الاسرائيلي”.
وتوقف عند الجانب العاطفي في شخصية رمضان شلح فكان يبكي عند الأزمات التي تمس الشعب الفلسطيني وهذه ميزة نحن نحتاجها”
كما توقف عند رحيل حسن فرحات وقال :”هو أحد مؤسسي المقاومة منذ العام 1982، وقد أعطى حياته من أجل المقاومة،وكان قائدا بحق في المقاومة، وتولى مسؤوليات عديدة وشارك في معظم المعارك ضد اسرائيل، وايضا في سوريا، معددا صفاته ومزاياه الاخلاقية، وكان قائدا قدوة وأسوة في الجهاد وفي السلوك الفردي والشخصي والأدبي ومع عائلته.
ثم تطرق الى المواضيع السياسية في لبنان و”قانون قيصر” الذي يستهدف بالدرجة الاولى سوريا لكنه يطال لبنان. وعن الحديث عن اسقاط الحكومة كما قيل مؤخرا فأنني اقول ان هذا الخبر إنما هو شائعة ولا اساس له من الصحة.
وسأل: “هل ان حزب الله سيسقط الحكومة التي يتهم بأنها حكومته”؟، معتبرا ان البلد لا يتحمل اي تغيير حكومي. وأعرب عن اعتقاده ان التهدئة السياسية هي من ابرز الشروط في هذه الظروف الصعبة، منوها باللقاءات التي جرت في عين التينة وتوقف عند الدعوة الى التظاهر في 6 حزيران تحت شعار نزع سلاح المقاومة وقال أنه من الظلم والخطأ تحميل تلك التظاهرة حراك 17 تشرين، لأن المشكلة الحقيقية اليوم ليس سلاح المقاومة وإنما المشكلة اقتصادية.
وأضاف: “أن التظاهر لمعالجة القضايا الاقتصادية أمر مشروع، ولكن إدخال القرار 1559 يؤدي الى الانقسام بالرغم من الدعم المباشر من السفارة الاميركية لتظاهرة 6 حزيران واصفا اتهام “حزب الله” بأنه وراء الدعوة للتظاهرة تلك بأنها افلام هوليودية، موجها كلامه لهؤلاء بأن يقدموا المنطق البديل لمنطق المقاومة، وأنه لا يمكنكم تغيير رأي الناس الذين عانوا من الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي،مؤكدا ان السباب والشتائم لا يحل مشكلة.
ودان نصرالله بشدة ما حصل في بيروت وطرابلس وقال:” حتى لو كان جائعا فلا يحق لأحد أن ب توجيه الاتهامات لحزب الله وحركة أمل والشيعة بأنهم وراء الذي حصل في طرابلس وبيروت، وطالب كما طالب نواب بيروت الاجهزة الامنية بالتحقيق خاصة وان اشرطة الكاميرات موجودة”، مستنكرا الدجل والتزوير ومحاولة تحميل الضاحية الجنوبية ما حصل يوم السبت الماضي، واصفا ذلك بأنه تجن وليس بريئا”.
وعن الأحداث الأمنية التي حصلت وعملية الشتم الخطيرة، أكد “الموقف الحاسم للحزب، وخصوصا بعد 17 تشرين، عدم الاعتداء على الاملاك العامة وتجنب شتم الرموز السياسية وعدم قطع الطرق وعدم الاعتداء على الجيش والقوى الامنية”، وقال: “إن هذه الممارسات توجد البغضاء بين الناس وتبعدهم عن أي حراك لأجل قضايا مطلبية”.
كما توقف عند “مسألة شتم الرموز”، واصفا الوضع في لبنان بأن فيه “تفلتا أخلاقيا وعدم انضباط وحالة صعوبة في الضبط الشامل والكامل”، مطالبا المسؤولين ب”عدم السماح بالذهاب الى الفتنة وبالمزيد من الضبط”.
وطالب ب”التحقيق مع الذين شتموا زوجة الرسول أم المؤمنين”، وقال: “طالما أن الإعلام فلتان والاختراقات الامنية موجودة والانفلات الاخلاقي موجود ستبقى التوترات موجودة. ولذلك، على الجميع التصرف بمسؤولية كي لا يبقى البلد تحت تصرفات السفهاء”.
وأكد “ضرورة أن تكون معالجة مثل هذا الشتم مع الذين شتموا، وليس مع طائفته وأهله أو الجهة الحزبية التي ينتمي اليها إذ لا يجوز فتح التاريخ ولا ترميم زعامات أو وضع البلد على حافة توترات”.
واتهم “قيادات بتحمل المسؤولية في التحريض، بدل ان تعمد إلى المعالجة بهدوء”، متمنيا “الوصول إلى مجتمع لا يشتم ويتمكن من الانضباط”، واصفا الشتم بأنه “أكثر خطورة من الاعتداء على الأملاك العامة”.
وجدد السيد نصرالله رفضه لحصول أي اعتداء او توتر حتى لو كانت ضربة كف. وكشف عن تنسيق بين حزب الله وحركة أمل بشأن منع أي توتر يوم السبت والأحد الماضيين، لأننا لا نريد حصول أي مشكلة. وأعلن انه من أجل ألا تحصل فتنة في لبنان سنعمل أي شيء، مجددا تأكيده على القيام بكل ما يمنع الفتنة .
وكرر رفضه لاتهام أبناء الضاحية بأي حادثة تحصل واصفا إياها بالتجني.
وأضاف: “ان مستوى العبث والانحطاط والدناءة في توجيه الاتهامات يحتاج الى معالجة والكل يتحمل المسؤولية”.
وعن الوضع الاقتصادي وهبوط الليرة امام الدولار وانعكاس ذلك على المجتمع، قال:”علينا البحث لإيجاد علاج، هناك كثرة طلب على الدولار وهذا سيستمر، كاشفا عن معلومات أكيدة وقطعية ورسمية أن الاميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية من الدولار الى لبنان، وانهم يتدخلون لدى مصرف لبنان لمنع ضخ دولارات في الاسواق، وان حجتهم في ذلك أن حزب الله سيشتري الدولارات ويأخذها الى سوريا وايران.
وأضاف:”هناك سبب ثالث وموجود لدى الاجهزة الامنية، ونحن نطالب بالتحقيق به، وهو ان بنكا جمع من شهر آب 2019 عشرات ملايين الدولارات واخرجها الى الخارج، ولكن ليس الى سوريا ولا الى ايران وليس حزب الله من أخرجها، مؤكدا ان موضوع الدولار هو مؤامرة على لبنان وعلى الشعب اللبناني.
وقال : “موضوع الدولار مسألة أمن قومي وليس مسألة اقتصاد حر”، ودعا الناس الى عدم الأخذ بالشائعات، مؤيدا الاجراءات التي تتخذها الحكومة حاليا وطرح فكرة تتعلق بتخفيف الحاجة الى الدولار من خلال معالجة مشاكلنا الاقتصادية، من خلال السعي لدى دول تقبل بالعملة الوطنية، عارضا لأسم ايران في هذا المجال كما طرح فكرة التبادلية في البضائع وخاطب الشعب اللبناني بألا ييأس، وألا يبقى خائفا من الاميركيين الذين لا يساعدون لبنان ولا يسمحوا لسواهم بالمساعدة.
وكشف عن معلومات مؤكدة من أن الشركات الصينية جاهزة لبناء سكك الحديد من طرابلس الى الناقورة، وهذا يؤدي الى نقلة ضخمة في الاقتصاد، ومثلها في جهوزيتهم لبناء معامل الكهربا وذلك على طريقة “بي أو تي”.
وأضاف: “ان الشعب اللبناني لا يمكنه الاستمرار بانتظار الاميركيين، الذين يعملون على خدمة مصالحهم ولا يوجد شيئ اسمه مصالح لبنان عند اميركا، كما ان الاميركي لا يهمه إلا مصلحة اسرائيل.
وتابع: “من يراهن على اسرائيل فليستحضر شريك 24 ايار العام 2000 وكيف وقف الناس امام شريط شائك وضعته اسرائيل لمنع دخول الناس اليها، ومن يراهن على اميركا فليستذكر صور الطائرات الاميركية وانسحابها من فيتنام.
وأكد :”ان من يراهن على تأليب بيئة المقاومة على المقاومة فهو خاسر، ومن يراهن أنه بالتجويع سنسلم بلدنا يا اميركيين ونصبح تحت رحمة اسرائيل فهذا لا يمكن ان يحصل.
ورفض الكشف عن المعادلة التي يملكها الحزب مقابل هذه المعادلات التي يراهنون عليها.
وتساءل من يحمي لبنان من اسرائيل؟ وقال: “ان الذي يحمي بلدنا وشعبنا وكرامتنا هو سلاحنا، وأن من سيضعنا بين خيارين إما الجوع او تسليم السلاح، فأنا أقول أنه لن نجوع وسنقتلك بسلاحنا”.
وكرر تأكيده رفض اذلال شعبنا في لبنان، متطرقا الى قانون قيصر “لأن لبنان وسوريا حال واحد”، كما قال، وأضاف: سوريا انتصرت سياسيا وعسكريا ولم تتقسم ، وما قانون قيصر إلا آخر الاسلحة الاميركية.
وتابع: أؤكد للشعب السوري أن حلفاء سوريا الذين وقفوا معها لن يسمحوا بسقوط سوريا في الحرب الاقتصادية، كاشفا عن انه واحد من هؤلاء الذين يعملون على منع سقوط سوريا الى جانب اخوانه في الحزب.
وشدد على ان المستهدف هو الشعب السوري وإعادة الفوضى اليها، مطالبا الشعب السوري بالتضامن والصبر.
وعن الشق اللبناني بقانون قيصر قال: “ان هذا القانون سيلحق الضرر بلبنان، لأن من يريد ان نغلق الحدود مع سوريا يريد ان تفتح الحدود مع اسرائيل وان قانون قيصر يريد تجويع لبنان ويغلق فرص العمل وبيع المنتجات وتصريفها عبر المنفذ الوحيد للبنان أي سوريا.
وأعلن أن ذلك لن يحصل في لبنان، معربا عن القدرة على المواجهة بارادتنا وتضامننا، متهما الذين يعملون على إثارة الفتنة في البلد إنما يعمل في سياق تجويع البلد.