عين باسيل على قيادة الجيش… اللواء صعب بعد عون

يبقى تثبيت رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء حسان عودة في منصبه معلقاً على مبادرة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى نشر المرسوم الخاص بتعيينه من قِبل مجلس الوزراء والذي يجيز له ممارسة المهام الموكلة إليه بصورة رسمية، وإن كان يحرص، كما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، على التعاطي مع نشره بمسؤولية حرصاً منه على تحييده من الاشتباك السياسي الدائر حالياً على خلفية ربطه، بلا أي مبرر، بإحالة قائد الجيش العماد جوزاف عون، إلى التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل.

ويلتقي «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط مع رغبة الرئيس ميقاتي في تحييد تثبيت اللواء عودة في منصبه عن الاشتباك السياسي بتأكيد مصادره لـ«الشرق الأوسط» بأن «ما يهمه نشر المرسوم الخاص بتعيينه، ومن غير الجائز إقحامه في النزاعات السياسية؛ لأن تعيينه جاء مطابقاً للشروط؛ كونه الأعلى والأقدم رتبة بين الضباط الدروز، وهو يعوّل حالياً على تدخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتسهيل تثبيت تعيينه رغبة منه في قطع الطريق على من يحاول العبث بالمؤسسة العسكرية الأم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بيها لبنان وتتطلب الالتفاف حول الجيش في مواجهته للعدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه».

ويبدو أن العائق الوحيد الذي يحول دون تثبيت اللواء عودة في منصبه يكمن في المعارضة التي يتزعمها «التيار الوطني الحر» من خلال وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي يقاطع جلسات مجلس الوزراء ويمتنع عن التوقيع على المرسوم الخاص بتعيينه بذريعة أنه تم تجاوز صلاحياته في ترشيحه لتولي منصبه من قِبل الحكومة، إضافة إلى اعتراضه، من حيث المبدأ، على قيام مجلس الوزراء بأي تعيين بغياب رئيس الجمهورية.

لكن كان سبق لرئيس «التيار الوطني» النائب جبران باسيل، عندما استضاف رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور وليد جنبلاط في دارته في اللقلوق، أن أبدى استعداداً لتعيين العميد عودة بعد ترقيته إلى رتبة لواء، رئيساً للأركان في الجيش اللبناني، ليعود لاحقاً وينقلب على موقفه.

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور المكلف إجراء الاتصالات لتثبيت اللواء عودة في منصبه، التقى أخيراً النائب باسيل الذي أصرّ على اعتراضه، بذريعة أن تعيينه يشكل التفافاً على الصلاحيات المناطة بوزير الدفاع، ويتعارض مع موقف «التيار الوطني» برفض التعيينات التي تصدر عن حكومة تصريف الأعمال بغياب رئيس الجمهورية.

فاعتراض باسيل، من وجهة نظر خصومه، على تثبيت اللواء عودة في منصبه، يتخطى الذرائع التي يتسلح بها لتبرير موقفه إلى ربطه بالخطوة التي يُفترض اتخاذها فور إحالة قائد الجيش على التقاعد، والتي أخذ فريقه السياسي بالترويج لها وتقضي بتكليف العضو الحالي في المجلس العسكري اللواء بيار صعب تدبير شؤون المؤسسة العسكرية بالإنابة عن قائد الجيش؛ وهذا ما يفسر التمديد له من قِبل وزير الدفاع، بذريعة أنه من المشمولين بتمديد البرلمان لقادة الأجهزة الأمنية.

ومع أن التمديد للواء صعب قوبل بمراجعة اعتراضية من قِبل هيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل؛ لجهة عدم شموليته بقرار التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، فإن «التيار الوطني» باقٍ على موقفه بعدم تثبيت اللواء عودة في منصبه إفساحاً في المجال أمام اللواء صعب لتولي قيادة الجيش بالإنابة إلى حين تعيين قائد أصيل للجيش، بذريعة أنه الأعلى والأقدم رتبة بين الضباط الذين لا يزالون في الخدمة العسكرية.

ورغم أن باسيل ينزل بكل ثقله لمنع التمديد لقائد الجيش، في حال طال أمد الفراغ في رئاسة الجمهورية لإبعاده، كما يقول خصومه، من السباق الرئاسي لأن إحالته إلى التقاعد ستؤدي حتماً إلى تراجع حظوظه الرئاسية، فإن مصلحته تقضي بتثبيت اللواء عودة في منصبه لقطع الطريق على الاجتهادات والمطالعات الدستورية التي لا تجيز للواء صعب الإنابة عنه على رأس المؤسسة العسكرية وتولي الأفضلية لرئيس الأركان المعين بقرار من مجلس الوزراء، الذي يغيب عنه، التزاماً منه بموقف «التيار الوطني» الذي كان سماه لتولي منصبه.

فباسيل قد لا يجد الطريق سالكة سياسياً لتمرير السيناريو الذي يعدّه منذ الآن لتولي اللواء صعب قيادة الجيش بالإنابة، بذريعة أن رئيس الأركان ينوب عنه بتدبير شؤون المؤسسة العسكرية بغياب قائد الجيش طوال فترة وجوده في الخارج في حال تعذّر عليه، لأسباب طارئة، القيام بالمهام الموكلة إليه في قانون الدفاع الوطني.

وبكلام آخر، فـ«التيار الوطني» من خلال المطالعة التي أعدّها، يرى بأن رئيس الأركان لن ينوب عن قائد الجيش فور إحالته إلى التقاعد، وإنما الإنابة تعود للضابط الأعلى والأقدم رتبة، أي الكاثوليكي اللواء صعب، مع أن التمديد له لا يزال موضع أخذ ورد ولم يُحسم حتى الساعة.

كما أن «التيار الوطني» ينطلق في مطالعته هذه من أن ما يسري على تعيين الضباط الأعلى والأقدم رتبة مديرين بالإنابة في المؤسسات الأمنية الأخرى إلى حين تعيين الأصيلين، يجب أن ينسحب على الضباط الأعلى رتبة في الجيش، وهذا ما يشكّل مخالفة، بحسب خصومه، لقانون الدفاع الذي يحصر الإنابة برئيس الأركان، وهذا ما يفسر استعجاله تصفية حساباته مع قائد الجيش لمنع التمديد له، وماذا سيكون رده في حال قرر النواب مخالفته والتمديد مجدداً للعماد جوزاف عون؟ وماذا سيقول في هذه الحال؟

لذلك؛ من المبكر، كما يقول خصوم «التيار»، فتح ملف إنهاء خدمات العماد جوزاف عون قبل أكثر من 5 أشهر على إحالته على التقاعد، ليس لأنه موضع تقدير محلي وخارجي لدوره على رأس المؤسسة العسكرية، وإنما لأن هناك ضرورة للتريث، ما دام أن المواجهة مستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان التي تتطلب توفير الحماية والحصانة للجيش وعدم تعريضه لأي اهتزاز.

وعليه، فإن الرئيس ميقاتي لن يُستدرج إلى صدام سياسي لا يريده، ويتصرف بأنه في غنى عنه، ويفضّل عدم استباق المواعيد، مع أن باسيل يحاول منذ الآن جس نبض حليفه «اللدود» «حزب الله» حيال إمكانية التمديد للعماد عون، بخلاف موقفه من التمديد الأول بتأمينه النصاب لانعقاد الجلسة من دون تصويته عليه؛ ما أدى إلى توتر العلاقة بينهما.

لكن ما يتطلع إليه باسيل بإسناد قيادة الجيش بالإنابة إلى اللواء صعب، يمكن القول بحسب خصومه، بأنه يزايد شعبوياً لإحراج منافسيه في الشارع المسيحي وتمرير رسالة سياسية برفضه تمدد الشغور في الرئاسة الأولى وحاكمية مصرف لبنان إلى المنصب الماروني الثالث، أي قيادة الجيش، وبالتالي لا بد من أن يشغله ضابط مسيحي، وهذا ما يدعو الرئيس ميقاتي إلى التعاطي بمسؤولية عالية بكل ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية لقطع الطريق على ردود الفعل التي يراد منها التحريض طائفياً، ويتقاطع معه في موقفه «اللقاء الديمقراطي».

هل يكون الحلّ بانتخابات نيابية مبكرة؟

برزت في لبنان تلويحات بالمطالبة بانتخابات نيابية مبكّرة، في حين تُلقي جبهة الجنوب اللبناني المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل، بثقلها على الاستحقاق الرئاسي، إذ زادت الجبهة من تعقيدات المشهد السياسي الداخلي، وأدت إلى تعليق كل المبادرات والوساطات الساعية إلى إنهاء الشغور المستمر منذ 21 شهراً في رئاسة الجمهورية، بما فيها مهمّة «اللجنة الخماسية»، المؤلفة من سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر.

وأكد مصدر لبناني مطلع على قنوات الاتصال المرتبطة بهذا الملفّ أنه «لا بحث في الملفّ الرئاسي قبل وقف النار ما بين (حزب الله) وإسرائيل». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن جبهة الإسناد لغزّة فرضت واقعاً جديداً على الاستحقاق». وأضاف: «إذا كان شرط حزب الله السابق يقضي بانتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة، فثمة حديث في الكواليس عن ربط الانتخابات الرئاسية بإعادة إعمار الجنوب وبناء القرى التي دمرتها إسرائيل».

وبدا لافتاً تراجع دور «اللجنة الخماسيّة» لدفع الاستحقاق قدماً وإنهاء حالة الشغور الرئاسي الذي يقترب من عامه الثاني. وأوضح مصدر في «الخماسيّة» أن اللجنة «لم توقف مهمتها». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليست اللجنة الخماسية ولا دولها من ينتخب رئيساً للبنان، وكل ما تفعله هو تقريب المسافات بين القوى السياسية وكسر حالة الجمود القائمة، وانتخاب رئيس تتوافق عليه الأطراف، ليحظى عهده بدعم عربي ودولي يمكنّه من النجاح ونقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار والازدهار».

وأشار المصدر إلى أنه «كلما نجحت اللجنة في تقريب وجهات النظر حول مواصفات المرشّح، كانت تُفاجأ بتعقيدات من خارج الحسابات؛ لذلك باتت أقرب إلى الاقتناع بأن الحلّ أكبر من قدرة اللبنانيين على التوافق فيما بينهم، وأن هناك عوامل خارجية تتحكّم في خياراتهم».

ورفضت المعارضة المتمثّلة بحزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» والنواب المستقلّين، دعوة رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، إلى جلسات حوار لسبعة أيام يجري خلالها الاتفاق على اسم الرئيس أو أسماء المرشحين، يعقبها الذهاب إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية، وعزت رفضها إلى «عدم تكريس الحوار بوصفه عرفاً قائماً قبل كلّ استحقاق، بما يؤدي إلى تعطيل الدستور»، في حين أيّد كلّ من «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط، و«التيار الوطني الحرّ» برئاسة جبران باسيل، مبدأ الحوار.

وأمام هذا التصلّب وامتناع الطرفين عن التقدم خطوة إلى الأمام، عدّ عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن «الأفق بات مسدوداً أمام الانتخابات الرئاسية، في غياب أي أرضية مشتركة بين الأطراف المتحكّمة بالاستحقاق». وأشار البعريني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التكتل «لم يقطع تواصله مع القوى السياسية والكتل النيابية لبلورة رؤية مشتركة للحلّ، كما أنه على تواصل دائم مع أعضاء اللجنة الخماسية في لبنان للبحث عن مخارج تؤدي إلى حلحلة العقد القائمة».

وكشف البعريني عن «توجّه لدى تكتل (الاعتدال الوطني)» لتطوير مبادرته السابقة، وبحث بنودها مع «اللجنة الخماسيّة» قبل عرضها على باقي الأطراف. ورأى البعريني أن البرلمان الحالي عاجز عن انتخاب رئيس، مؤكداً أن «الأمور معقدة، ويستحيل تسويق أي مبادرة أو أفكار جديدة قبل عودة الهدوء إلى جنوب لبنان، لكن لا بدّ أن نخلق أرضيّة للحل تكون مهيّأة لبحثها بعد وقف إطلاق النار ما بين لبنان وإسرائيل».

الشغور في الإدارات 70%… وتمديد جديد؟

من المتوقع ان تدرس لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في المرحلة المقبلة اقتراح قانون مقدم من رئيسها عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله يتعلق بتمديد سن التقاعد الى الثامنة والستين للفئات الاولى والثانية والثالثة والى السادسة والستين للفئة الرابعة وما دون للموظفين في المؤسسات والادارات العامة.

الاقتراح يرمي الى تعديل الفقرة 1 من المادة 68 من المرسوم الاشتراعي رقم 112 الصادر بتاريخ 12 حزيران 1959 تحت اسم نظام الموظفين، وكان عبدالله قد قدمه في 25 الشهر الفائت الى رئاسة المجلس، بشكل عادي (اي دون ان يحمل صفة العجلة)، وبالتالي اللجنة تنتظر احالته اليها.

علما ان هذا الموضوع كان مطروحا من قبل عبدالله بشكل اقتراح قانون معجل مكرر منذ عدة اشهر ولم يبت به في حينه.

وفي هذا السياق، يعتبر عبدالله، ان الازمة المالية أثّرت على ادارات الدولة لجهة الشواغر في كل الفئات، آملا ان يناقش في اللجان المختصة ومشيرا الى انه بهذه الطريقة نكون حافظنا على الادارة، خصوصا اننا لا نعلم كم سيستمر الوضع السياسي على ما هو عليه لا سيما وان نسبة الشغور بكل فئات الدولة تتراوح ما بين ستين الى سبعين بالمئة.

ويعتبر مقدم الاقتراح ان الهدف منه على الاقل الاستفادة ممن لهم خبرات في الادارة وان يكون هناك استمرارية الى حين جلاء الوضع السياسي.

ولا بدّ من الاشارة الى ان الاقتراح مرتبط بمهلة زمنية محددة بثلاث او خمس سنوات والهدف وفق الاسباب الموجبة هو الاستفادة من جزء من الموظفين الذين يقومون بمهامهم وفقا للاصول الى جانب معالجة الشغور الذي لحق بمؤسسات الدولة بسبب وقف التوظيف.

وفي هذا الاطار، ترى مصادر نيابية، عبر “أخبار اليوم” ان الاقتراح سيلاقي اعتراضات من قبل بعض الكتل النيابية ومن الممكن عند مناقشته ادخال تعديلات عليه اي على المرسوم الاشتراعي المتعلق بنظام الموظفين وفق ما جاء في الاقتراح.

وبالتالي رجحت هذه المصادر ان يحال الاقتراح الى اللجان النيابية المشتركة لمناقشته بشكل مفصل وابداء الكتل النيابية رأيها به خصوصا انه يحتاج الى دراسة معمقة في حين ان من يحال الى التقاعد ستدفع له الدولة راتبا ما يعني ان الامر نفسه لجهة دفع الراتب لاستمرارية العمل وفق ما جاء في الاقتراح.

مع نهاية العام الدراسي.. أرقام مفاجئة عن الوضع التربوي في لبنان

لبنان مهد الحضارات، ومركز أهم الجامعات والمدارس والأدمغة لا يزال للاسف يُعاني مع العملية التربوية التي بدأت تشهد تراجعًا ملحوظًا منذ العام 2019 مع بداية الازمة الاقتصادية التي ضربت البلاد.
فمنذ ذلك الوقت، عانى تلامذة لبنان من أربع سنوات من الدراسة المتقطعة (من 2019 إلى 2023)، وتخطى العام الدراسي 2023 – 2024 الأزمة على الرغم من الحرب الدائرة، إلا أن الأرقام التي تعبّر عن معدل التعلم، وعدد التلاميذ بالنسبة إلى المعلمين، بالاضافة إلى كيفية الاستفادة من المعلمين المتواجدين الذين لم يقرروا الهجرة، تطرح إشكالية كبيرة عن مستقبل التعليم في لبنان، خاصة وأن عددًا لا يستهان به من التلاميذ العرب يقصدون الجامعات اللبنانية للإستفادة من شهاداتها المتميزة، بالاضافة إلى عدد جيّد من العائلات العربية التي كانت ترسل أولادها تباعًا إلى المدارس اللبنانية قبل الأزمة الاقتصادية.
نسبة التلاميذ مقارنة مع المعلمين
حسب دراسة جديدة قام بها البنك الدولي فقد كشفت الأرقام عن مشكلة على صعيد نسبة التلاميذ بالنسبة إلى المعلمين، إذ تُعتبر أقل من متوسط نسب منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية، لا سيما في المرحلة الثانوية. وتشير الأرقام إلى أن نسبة التلامذة إلى المعلمين على الصعيد الوطني بلغت 13 إلى 1 وقرابة 6 تلامذة إلى 1 في المرحلة الثانوية، في وقت يجب أن تكون الارقام العالمية المعتمدة 15 تلميذا لكل استاذ على الاقل في المرحلة الابتدائية، مقابل 13 في المرحلة الثانوية.
هذه الأرقام يشير مصدر تربوي إلى أنّها تؤشّر إلى أزمة إدارية لناحية كيفية الاستفادة من قدرات الأساتذة والمعلمات. ويقول لـ”لبنان24″ أن “لبنان يعاني من عدم مساواة مناطقية في توزيع كوادر التدريس”.
وحسب المصدر التربوي فإن أحد أبرز العوامل الكامنة وراء انخفاض نسب التلامذة إلى المعلمين هي ساعات التدريس وساعات العمل للمعلمين، وفي دراسة البنك الدولي، فإنّ ساعات التعليم للمعلمين في الملاك تستخدم بشكل متكرر لمهام غير تعليمية وذلك مثل القيام بمهام إدارية، أو القيام بمهام الاشراف، أو إدارة المكتبة. وحسب المصدر التربوي فقد أشار لـ”لبنان24″ بأن هذا الأمر يعود غالبا إلى سوء توزيع المعلمين، أو لفقدان المدرسة موظفين يقومون بهذه المهام، وعليه فإن المصدر التربوي يشير إلى أن إغلب المعلمات في المدارس التي تعاني من هذا النقص تقسم ساعات عملها بين ساعات تدريس محددة، والساعات المتبقية تكون مخصصة للقيام بمهام أخرى لا صلة لهن بها.
بالتوازي، يوضح البنك الدولي بأن حجم المدارس أيضا يعتبر من العوامل الأساسية التي تساهم بمنع توزيع عادل للمعلمين في لبنان، وحسب الخبراء فإن ذلك يعزى إلى أمرين، وهما: حجم المدارس الصغير، بالاضافة إلى حجم الصفوف. فعمليا يبلغ متوسط حجم الصف في لبنان 18,6 تلميذًا لكل قسم في المدارس الابتدائية، و17,3 في المدارس الثانوية. بالمقابل، حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فإن المتوسط يجب أن يكون 21 تلميذا في المرحلة الابتدائية مقابل 23 في المرحلة الثانوية، وعليه يوضح المصدر التربوي بأنّ عدد التلاميذ الذين يتم توزيعهم بأرقام قليلة على الصفوف رغما عن المدرسة بسبب حجم الصفوف الصغير سيؤثر بطبيعة الحال على عدد المعلمات، وبالتالي كلما ارتفع الرقم كلما احتاجت المدرسة معلما إضافيا، وبحسبة صغيرة فإنّ كل 3 صفوف في لبنان تحتاج إلى 3 معلمين، في حين لو كانت معايير البناء معتمدة بشكل صحيح للصفوف فإن كل 3 صفوف تحتاج إلى أستاذين فقط.
وبالاضافة إلى هذه الأسباب يوضح البنك الدولي عددا من الاسباب الأخرى المؤثرة متل حجم الاختصاصات والمناهج اللغوية المعتمدة في لبنان مثل الانكليزية والفرنيسة، بالاضافة إلى عقود المعلمين التي غالبا ما تكون قصيرة المدة.
من هنا، يؤكّد المصدر التربوي لـ”لبنان24″ أن الجهات المعنية لديها القدرة الاقتصادية حاليا لتجاوز هذه الازمة من خلال الاستفادة من كفاءة المعلمين المتقاعدين، إذ خلال 15 سنة المقبلة ستتركز عمليات التقاعد على معلمي الملاك، ما يعني إمكانية الوزارة من الاستفادة من القوة هذه بدل احالتهم على التقاعد.

التوصيات
ولمعالجة هذه المشكلة، أصدر البنك الدولي جملة من التوصيات يمكن تلخيصها بالتالي:
– زيادة إنتاجية المعلمين الحاليين والجدد من خلال تطبيق السياسات المتعلقة بعملية التعليم وتحديد ساعات العمل
– تنفيذ عمليات تخطيط وتوزيع فاعلة للمعلمين
– تنفيذ ضوابط موضوعية للتوظيف قائمة على الاحتياجات
– الاستفادة من نسبة التقاعد المرتفعة للمعلمين بدل استبدالهم
– ضمان أن يدرّس المعلمون في الملاك نصابهم والالتزام بالحدّ الادنى لساعات التدريس

على صعيد آخر، لا يزال التسرب المدرسي يتزايد بشكل مستمر منذ بدء الأزمة الاقتصادية، خاصة مع ارتفاع كلفة التعلم في لبنان. وعلى الرعم من عدم وجود أعداد دقيقة، إلا أن ارتفاع نسبة الفقر، بالاضافة إلى دراسة سابقة لمركز الدراسات اللبنانية حول كلفة التعليم في لبنان أكّدت أن من أصل 86 ألف طالب التحق بالصف الأول عام 2011، وصل إلى الصف السادس قرابة 68 ألفا منهم، ولا يصل إلى صف التاسع أكثر من 57 ألفا، أما البكالوريا فالرقم يتوقف عند 50 ألفا. ومع ارتفاع معدلات الفقر في لبنان في مختلف المناطق اللبنانية قد يجبر عدد كبير من الأطفال على التخلي عن حلم الدراسة والالتحاق بسوق العمل لمساعدة الأهل في تدبير شؤون المنزل.
وما يحصل مع الاطفال ينطبق أيضا على الاساتذة الذين يشرعون بالهجرة إلى الخارج، وبنظرة عامة، فإن أغلب المدارس باتت تعاني مع مسألة عمر الاساتذة، إذ بات لبنان يفتقد العنصر الشاب في العملية التدريسية، حيث تؤكّد آخر دراسة للدولية للمعلومات بأن 83% من الاساتذة في لبنان هم فوق 40 عاما، بوقت لا تتخطى نسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و 40 الـ17 في المئة.

سعر ربطة الخبز إلى 70 ألف ليرة؟

في ظل الأوضاع المتوترة في الجنوب واحتمال توسع رقعة الحرب لتمتد إلى كل لبنان وتدهور الأمور نحو الأسوأ هل اخذت الأفران احتياطاتها تجاه هذه المسأله وهل هي على جهوزية تامة لمواجهة ذلك بحيث تؤمن الرغيف للمواطن وتحقيق الأمن الغذائي له؟ يقول نقيب الأفران انطوان سيف ان الافران جاهزة لذلك وقد اجتمعت الفعاليات الاقتصادية ولجنة مراقبة الأفران منذ بداية الأزمة في وزارة الإقتصاد لمناقشة خطة المواجهة في حال امتداد الحرب من منطقة الجنوب إلى مناطق أخرى وحدث بالنتيجة مزيد من النزوح إلى المناطق الأكثر أمنا. لقد اتخذت هذه الفعاليات كل الإجراءات المناسبة لتأمين رغيف الخبز للمواطن في المناطق التي ستواجه كثافة نزوح بحيث ان كل الأفران ستتعاون فيما بينها لتأمين الطحين للفرن الذي يواجه كثافة طلب في تلك المناطق.ايضا يصر النقيب على أنه سيتوفر للافران فيها كل الدعم اللازم وكل كميات الطحين الإضافية لتلبية الحاجة بحيث يتم تحويل الكمية المخصصة للجنوب إلى هذه المناطق كما أن المناطق الأخرى ستكون على جهوزية كاملة لتأمين الدعم اللازم في حال توسعت الحرب . لقد تمت دراسة الموضوع والافران على حد قوله جاهزة له.

أما بخصوص الكميات الموجودة في البلاد من القمح والطحين وهل هي كافية لمواجهة اي حصار بحري فهو لا يعتقد بحدود ذلك لكن الفعاليات الإقتصاديه ووزارة الاقتصاد تباحثت بهذه الفرضية منذ بداية اندلاع الأزمة إذ كان لدى الناس والمسؤولين في البلاد خشية من ذلك فقد كانت الصورة غير واضحة انذاك وقد أعلن وزير الاقتصاد أنه سيتكلم مع الفعاليات الدولية والامم المتحدة لتوفير حماية بحرية لدخول بواخر القمح والمواد الغذائية أثناء الحصار البحري وذلك لمنع حدوث مجاعة في البلاد. لقد عمل رئيس الحكومه ووزير الاقتصاد على تدارك الموضوع منذ البداية مع الجهات الدولية المعنية. أما القمح الموجود حاليا في البلاد فهو سيتم تأمينه حتى شهر ايلول ولا مشكله على هذا الصعيد إذ يوجد قرض من البنك الدولي قيمته ١٥٠مليون دولار سينتهي في شهر أيلول وبعدها سيتم رفع الدعم الذي يقول عنه النقيب انه يتم تدريجيا وعلى مراحل لكيلا يفاجأ المواطن بارتفاع سعر الربطة دفعة واحدة. كما أن سعر ربطة الخبز ارتفع قبل مدة حوالى خمسة آلاف ليرة وعندما سيتم رفع الدعم كاملا سيبلغ السعر حسب توقع النقيب ٧٠٠٠٠ ليرة لكن ستبقى وزارة الاقتصاد تراقب وزن الخبز وسعره اذ ان الخبز سلعة اساسية حرة تقوم وزارة الاقتصاد بمراقبة سعرها ووزنها. يبقى السؤال الحالي عن المكان الذي يتم تخزين القمح فيه لا سيما بعد انهيار اهراءات بيروت اثر انفجار المرفأ؟ يناشد النقيب هنا الحكومة والقطاع الخاص بالعمل على نظام p.o.t حيث يدير القطاع الخاص الاهراءات بطريقة جيدة فيحافظ على سلامة الغذاء فيها خصوصا ان القطاع الخاص قد اثبت نجاحه في لبنان . لكن في ظل عدم الوصول إلى هذا الإجراء تقوم المطاحن بتخزين القمح في مستودعاتها. يأمل النقيب أيضا في إعادة اعمار الاهراءات واستحداث اهراءات على طول الشاطىء اللبناني وايضا في طرابلس والجنوب إذ ان توزيع القمح على عدة نقاط تخزين في البلاد يسهم في طمأنة الأمن الغذائي وفي حال حدوث أمر ما في إحدى المناطق فالمناطق الأخرى تتولى توفير القمح لها.

يجب إيجاد عدة امكنة للمحافظة على مخزون الأمن الغذائي والمطاحن اليوم باهراءاتها المتواضعة توفر ذلك. يوجد ١٢ مطحنة في البلاد تتسع ل ٦٠٠٠ او ٧٠٠٠ طن من القمح وهي تخزن الكميات حسب استيعابها بينما المفروض ان يكفي مخزون القمح لمدة خمسة أشهر وهذا لن يتم الا بإعادة اعمار الاهراءات. كما يطالب النقيب انطوان سيف الدولة ان توزع الاهراءات في المناطق فإذا كان يوجد في بيروت ٦ اهراءات فلماذا لا توزع ٣على بيروت و٢ في الشمال و٢ في الجنوب فيتوزع القمح على كل لبنان . أما بخصوص السؤال عن كمية الاستهلاك اليومي للقمح فيقول النقيب ان كل طن قمح يستخرج منه حوالى ٧٨% طحينا و٢٢% نخالة واوساخا. أما الاستهلاك الشهري فهو حوالى ٢٢٠٠٠ طن اي حوالى ٣٢٠٠٠ طن من القمح على صعيد الخبز اللبناني. أيضا حوالى ٧٠٠ او ٨٠٠ طن شهريا لإنتاج الحلويات والكعك والخبز الافرنجي اي من مشتقات الطحين الاكسترا غير المدعوم. ان المصروف الشهري من طحين الاكسترا وطحين الخبز هو حوالى ٣٢٠٠٠ طن شهريا يتأمن من البواخر التي تأتي تباعا وتفرغ حمولتها في لبنان وتسد حاجة البلاد من القمح والطحين. أن هذا الإجراء يتم منذ اندلاع أزمة اوكرانيا وضرب اهراءات بيروت . أما بخصوص الأزمة التي حدثت مؤخرا في احد افران لبنان المشهورة حيث تم العثور على كمية من الطحين المنتهي الصلاحية فيشدد النقيب على أن الإعلام ضخم الموضوع كثيرا ولا يجوز ذلك إذ ان المؤسسة مؤسسة عريقة وتعمل بشكل صحيح وهي تحافظ على سلامة الغذاء . كما أنه يعتقد بأن أحد المسؤولين في المؤسسة لم ينتبه الى الأمر وقد تم إيجاد الطحين المنتهي الصلاحية منذ عشرين يوما وهو طحين وطني مخصص للخبز اللبناني تنتهي صلاحيته كما هو معروف بعد ثلاثة أشهر مع العلم ان اي طحين مستورد واي طحين يتم تصنيعه في المطاحن اللبنانية له مدة صلاحية لا تتجاوز ٩ اشهر.اما الطحين المخصص للخبز اللبناني فلا يجوز تخزينه لأنه طحين مدعوم وتنتهي صلاحيته بعد ٣ أشهر. يقول النقيب انه لا مشكلة في العشرين يوما التي مضت على انتهاء الصلاحية إذ ان طحين العراق الذي تم تخزينه في المدينة الرياضية في بداية الأزمة تجاوز مدة صلاحيته ستة أشهر. عندما تم اختباره قالوا انه صالح للاستعمال وتم توزيعه على الأفران. لقد ضخم برأيه الإعلام المشكلة اكثر مما يجب وقد تم فحص الطحين ووجدوا أنه صالح للاستعمال .ان وسائل التواصل الاجتماعي على الأخص ضخمت الموضوع وسببت الضرر للمؤسسة وشهرت بها وهي في الحقيقة مؤسسة عريقة لديها ٣٠ او ٤٠ فرعا في الأراضي اللبنانيه ويعمل فيها حوالى ١٣٠٠ موظف. كما انها تعمل في ظروف صعبة حالها كحال كل المؤسسات في لبنان لذا على حد قوله لا بجوز التعاطي معها بشكل قاس وغير مسؤول بينما من الضروري تشجيع المستثمرين وخلق فرص عمل للشباب، كما لا يجوز القول انه طحين مسرطن وغير صالح للغذاء. ان ما حدث هو غلطة وهي في القانون مخالفة غش لها اطارها القانوني بينما تعامل الإعلام والقضاء والقوى الأمنية مع الواقعة كأنها جريمة.

لماذا برأيكم تم التعامل مع هذه المؤسسة بتلك الطريقة؟ اتمنى ان نرحم المؤسسات التي لا تزال تعمل ضمن الظروف الصعبة جدا في لبنان وبالأخص المؤسسات التي تتعاطى في الغذاء والدواء . اننا لا نقبل الخطأ لكن من الجائز حدوثه وهو خطأ بسيط يجب التعامل معه بكل موضوعية لا أن نشعر بالمؤسسة التي تحمل اسم لبنان في الخارج ولديها العديد من الفروع في الدول العربية ويعمل فيها آلاف الموظفين. هل يريدونها أن تفلس؟ أخيرا قام النقيب منذ مدة بتوجيه نداء للشباب اللبناني للعمل داخل الأفران فهل وجد نداءه صداه المطلوب؟ يجيب النقيب بأن لا أحد تقدم للعمل إذ من الصعب إيجاد لبناني مستعد للعمل داخل الفرن وقد حاولت النقابة إيجاد بعض الشباب من الأطراف مثل وادي خالد وفي القرى على الحدود وقد تمت الاستعانة بهم مع تأمين السكن لهم والمنامة والتنقلات لكن التجربة لم تنجح . ان العمل في إنتاج الخبز ومشتقاته وفي الحلويات والطعام وصالات العرض والمكاتب والادارة وتسليم البضاعة وفي المستودعات يوجد فيها كلها لبنانيون. كما يناشد النقيب كل الأفران الا تستعين بالاجنبي مكان اللبناني لأنه ارخص. كما يستغرب النقيب تصريحات نقيب عمال المخابز الذي يتهم دائما الأفران بانها لا تستخدم اللبنانيين وبانها لا تعطيهم حقهم وهو يطالبه بأن يدل النقابة على الأفران التي لا تستخدم اللبناني وهو على استعداد لإعطاء كل صاحب حق حقه إذ لا يوجد في لبنان عقد عمل ملزم إنما هو عقد عمل حر والموضوع الذي يتكلم به نقيب عمال الأفران غير دقيق وهو يناشده أن يزوده ب٣٠٠ او ٤٠٠ عامل للافران ال ١٩٠ الموزعة في كافة المناطق ويتمنى عليه أيضا الا يخرج في الإعلام ويزايد على النقابة في هذا الموضوع فهي احرص منه على العامل اللبناني .

كلمة نصرالله اليوم… مفاجآت وأكثر؟

كشفت مصادر أمنية أن التطورات الدراماتيكية والمستجدات الميدانية التي برزت عقب مجزرة مجدل شمس دفعت الأمور باتجاه توسيع المواجهات العسكرية بين إسرائيل ومحور المقاومة الممتد من لبنان إلى سوريا والعراق وطهران واليمن، متوقعةً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن تحمل كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم التي يتناول فيها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” إسماعيل هنية والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، الكثير من المفاجآت، ممّا قد يقلب الأمور رأساً على عقب، خصوصاً في ما يتعلّق بعملية الثأر للقياديين الكبيرين.

ولفتت المصادر إلى خلافات حادّة ظهرت أثناء المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الإدارة الأميركية وتحديداً مع الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن حين أبلغاه عن قرب التوقيع على اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، ما أغضب نتنياهو، معبراً عن رفضه لهذا الاتفاق ومتهماً إيران بالوقوف وراء  طوفان الأقصى وكلّ الجرائم التي حصلت ضدّ الإسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

إلى ذلك، رجّحت المصادر أن يكون ما حصل في مجدل شمس والرد الإسرائيلي بالهجوم على الضاحية الجنوبية واغتيال هنية قد أتى بأمر من نتنياهو لتشويه العلاقة بين طهران وواشنطن.

تحذيرات… وضغط!

تلقّى لبنان تحذيرات عدّة، وضعته تحت ضغط مهل محدّدة، سيكون الوضع أصعب من بعدها  بحسب ما جاء في أسرار جريدة “الأنباء” الالكترونيّة

“ناوِلْني”… من هنا يبدأ الاعتداء على الأطفال

الدكاكين تجتاح الطرقات وتنتشر على الأوتوسترادات، ورغم أنّ وجودها “نعمة” لتلبية حاجاتنا إلا أنّ بعضها “يُشرّع” عمل الأطفال واستغلالهم. فتُنادي من سيارتك للطّفل الجالس أمام الدكان “ناولني”، ليركض مسرعاً ويُلبّي طلبك…

هكذا تبدو لنا الصّورة من بعيد، ولكنّ الخطر قد يكون كبيراً على الطّفل خصوصاً في بعض الحالات وغالباً في ساعات الفجر والليل، كما تقول ميرا. وتُضيف: “يُصادف مروري لشراء قهوة صباحاً أو بعض الحاجات ليلاً أثناء عودتي إلى المنزل، فأسمع زبائن تطلب خدماتٍ خاصّة من طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة، كركوب السيارة والقيام بأعمال منافية للحشمة مقابل المال على سبيل المثال… وفي حالةٍ أخرى، أخبرني أحد الأولاد الذين يعملون في دكان آخر أنّ زبوناً عرض عليه نوعاً من المخدّرات مجاناً كخطوة أولى ليعود ويطلب منه خدمات متنوّعة لإيفاء “دَينه”.
هذه عيّنة بسيطة جدًّا لِما يتعرّض له الأولاد خلال عملهم، إذ تُشير الخبيرة في مجال حماية الطّفل والأستاذة الجامعيّة في اختصاص العمل الاجتماعي حياة حمّود، إلى أنّ “العمالة السلبيّة للأطفال تُعرّضهم للاستغلال من خلال تكليفهم بأعمالٍ وأعباء لا تتناسب مع قدراتهم الجسديّة والنفسيّة وتترك آثاراً صحية مُدمّرة”، موضحةً في حديث لموقع mtv أنّ “هذه العمالة تكون سلبيّة عندما تحرم الأطفال من فرصة التعليم ولا يكون الهدف منها تنمية مهاراتهم وقدراتهم وتعرّضهم لكلّ أنواع الاستغلال”.

وتُضيف حمّود: “الأزمات المتلاحقة التي نعيشها أثّرت طبعاً على الواقع المعيشي، ممّا أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة والتسرّب المدرسي، حيث بات الأولاد يجلبون لقمة العيش إلى المنزل بدل الأهل في بعض الحالات”.
هذا ما يُسمّى بـ”أساليب التكيّف السلبيّة”، وفق حمّود، موضحةً أنّ “الأهل في هذه الحالة قد يدفعون طفلهم إلى العمل حتّى لو كان لا يتناسب مع وضعه الصحي أو النفسي، من أجل تأمين الحاجات الأوليّة”.
للأسف المخاطر كثيرة خصوصاً في غياب الوعي لدى الأهل، وفي ظلّ الوضع الهشّ، وثقافة بعض المجتمعات التي تقول إنّ الطفل يجب أن يعتمد على نفسه بغض النظر عن المخاطر التي قد يتعرّض لها. وتُتابع حمّود قائلةً: “قد يتعرّض الأطفال في أماكن العمل للاستغلال الجنسي بشكلٍ كبير، من دون أن يكون لديهم الوعي الكامل للتبليغ والتفسير، خصوصاً إذا شعروا بمخاوف من الأهل والمجتمع في حال أفصحوا عمّا يحصل معهم”.

على مَن تقع المسؤوليّة الكبرى؟ وكيف يجب مواجهة هذه الظاهرة “القديمة الجديدة” للحدّ منها؟ تُجيب حمّود: “الحامي الأول هو الدولة من خلال القوانين التي تضعها، والقانون اللبناني يلحظ هذا الأمر بالنسبة لقانون العمل، لكن للأسف لا رقابة”، مُشدّدةً على وجوب تعزيز الرقابة على تطبيق قوانين العمل”.

وتُتابع: “قانون الأحداث 422/2002 يلحظ في المادة 25 منه أنّ الطفل الموجود في بيئة تهدّد صحته وسلامته أو تُعرّضه للاستغلال يجب أن تتمّ حمايته بموجب هذا القانون، لكن هذا يحتاج إلى تبليغ أو إعلام، والتبليغ من مسؤولية القضاء والإعلام من مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعيّة والجمعيات التي تعمل في مجال حماية الطّفل”، لافتةً إلى أنّ “التدخل يجب ألا يكون فرديًّا، بل مجتمعيّ من خلال تنظيم جلسات توعية على المخاطر، وهذا يحصل على مستوى الأهل والأطفال والمجتمع عموماً من خلال حلقات التوعية عن عمالة الأطفال وسيّئاتها وتأثيراتها على نمو الأطفال”.
وتستكمل حمّود شرحها: “وزارة الداخلية لها دور كبير بالنسبة للبلديات التي عليها أن تُتابع هذا الموضوع، ووزارة الشؤون الاجتماعيّة يجب بدورها أن تُتابع الأطفال العاملين في الشوارع وتأمين التوعية لهم، بالإضافة إلى وزارة العدل”، مضيفةً: “في الوقت الحالي، هناك شلل على مستوى التدخل القضائي بالنظر لعدد الملفات والمندوبين الاجتماعيين الذين يعملون لمُتابعة هذه الحالات، وكلّ هذا يؤخّر التدخّل الفردي لحماية الأطفال المعرّضين للخطر في مجال العمل”.

أخيراً، انتبهوا لأطفالكم واحرصوا على توعيتهم، وبلِّغوا في حال مُصادفة أيّ وضعٍ مشكوك به.

القضاء بلا “قاضية العهد ”.. باسيل “جنّ جنونه”

بعد سنوات من المخالفات القضائية التي قامت بها قاضية “العهد البرتقالي”، وضع القضاء اللبناني حدًّا لتجاوزات القاضية غادة عون واتّخذ إجراءات عقابية بحقها بعد تمرّدها على قراراته.

عرّاب هذه الخطوة المنصفة للقضاء وللبنانيين كان المدعي العام التمييزي الحالي، القاضي جمال الحجار، الذي كف يد عون، وطلب إلى كافة الاجهزة الامنية، عدم تنفيذ أي استنابة قضائية صادرة عنها في أي من الملفات، وعدم مخابرتها بأي دعوى قديمة او جديدة.

تعميم “مفتوح الوقت”

وأصدر القاضي الحجار تعميماً تحت عنوان “إعادة الانتظام إلى عمل النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان” تعمل الجهات المعنية بموجبه ولا سيما المديرية العامة لأمن الدولة، ولعل النقطة الأولى التي وردت فيه هي الأبرز لا سيما بالنسبة إلى التوقف عن أخذ إشارات من النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان ومراجعة المحامي العام الاستئنافي المناوب في جبل لبنان. وقد جاء التعميم مفتوحاً في التوقيت إلى حين عودة تحقيق انتظام العمل.

وفي التفاصيل، أرسل الحجار لعون كتاباً عن الدعاوى المقدمة ضدها، وطلب منها إرسال الملفات التي بحوزتها والتي قامت شكاوى ضدها بناء عليها من أجل الاطلاع عليها وإعطاء التوجيهات اللازمة بناء على ذلك، لكنها جاوبته بـ”خط اليد” بأن ما يطلبه ليس من صلاحياته وبالتالي لن تسلمه إياها، على الرغم من أنّ المدعي العام التمييزي له الحق في طلب ملفات من قاضي التحقيق أو أي مدعي عام في أي منطقة.

وفي هذا السياق، كشف الصحافي المتخصص في الشؤون القضائية يوسف دياب لـ”هنا لبنان أنّ عون وفي ردّها “الساخر”، قالت بما بمعناه “عوضاً عن الاستقواء عليّ، اذهب واستقوِ على مدعين عامين آخرين”، وسمّت القاضي رهيف رمضان، وقالت له “روح واستقوي عليه”.

كذلك شنت هجوماً على رئيس مجلس القضاء الأعلى وقالت للقاضي الحجار إذا أردت أن أتبلغ دعاوى رد أو دعاوى مخاصمة، فعليك أن تطلب من سهيل عبود وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى تبلغ دعوى المخاصمة التي أقمتها ضده، وليوقف التحقيق معها كونه رئيساً للهيئة العليا للتأديب، واعتبر هذا الموضوع خروجاً عن كل الأصول القانونية واستمراراً في التمرد وهي ضربت بعرض الحائط كل ما يجري معها بالإضافة إلى رفضها حضور الجلسات التي دعيت لها، أمام المجلس الأعلى للتأديب، بحسب ما أوضح دياب.

مخالفات بالجملة

وجاء قرار القاضي الحجار نتيجة تراكمات في سلوكيات وأداء القاضية غادة عون، أبرزها كيف تصرفت لدى وجودها في شركة “مكتف” منذ ثلاث سنوات ولجوؤها إلى إجراء يخالف القانون بحق الشركة عن طريق خلع أبوابها، ووضع إشارات على عقارات تابعة لمصارف حتى وإن كانت هذه العقارات والمصارف خارج نطاق عملها الجغرافي والمكاني، فكانت القاضية عون تصادر أملاكاً لمصرف في بيروت أو الجنوب، بينما هي تشغل وظيفة مدعي عام جبل لبنان، كما أنها داهمت مصرف لبنان وحاولت اعتقال حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، إذًا ما جرى بحقها هو نتيجة تراكمات، بحسب ما أوضح الصحافي المتخصص في الشؤون القضائية يوسف دياب لـ”هنا لبنان”.

باسيل “جنّ جنونه”

اللافت وغير المستغرب أنّه وبعد قرار القاضي الحجّار، لم تخرج الأصوات المدافعة عنها إلّا من أفواه التيار الوطني الحر، وفي مقدّمتهم، رئيس “التيار” النائب جبران باسيل والذي استبسل بالدفاع عن “قاضية العهد”، فكتب على حسابه عبر منصة “اكس”: “كيف يحق لأي كان أن يمنع الضابطة العدلية من أن تستجيب لإشارات المدعي العام، أي أن يكف يده عمليا؟ هذا الأمر يعود للمجلس التأديبي وليس لقاض آخر”.

“فضحية مدويّة”

وانفرد موقع “هنا لبنان” بنشر لائحة تكشف تواطؤ القاضية عون مع محاميتين اثنتين حصرت بهما إقامة الدعاوى ضد المصارف بحجة استعادة أموال المودعين، حيث تبين أنّ القاضية عون كانت توعز للمحاميتين بإقامة الدعاوى ضدّ المصارف لتبدأ عملية ابتزازها لقاء اقتطاع جزء كبير من الأموال المحصلة، حيث كانت قاضية “العهد القوي” تستدعي أصحاب المصارف ومدراءها وتبتزهم وتهددهم بالتوقيف.

ونشر “هنا لبنان” لائحة تبين كيف أوكلت غادة عون إلى المحاميتين أرليت بجاني ومايا جعارة المحسوبتين على التيار الوطني الحر والمقربتين منها شخصياً إقامة الدعاوى واستهداف مصارف محددة، وهذه تعد فضيحة قضائية جديدة ووصمة عار بتاريخ قاضية تنهي مسيرتها بشكل مخزٍ ومذل.

“الثنائي” يقدم عرضًا بفصل الرئاسة عن الحرب

جديد «الثنائي الشيعي» في الملف الرئاسي المعلق منذ 31 تشرين الاول 2022، عرض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله في كلمة ألقاها الجمعة، فصل الاستحقاق الرئاسي عن جبهة الجنوب التي ربطها نصرالله منفردًا، بوقف الحرب في غزة.

في أي حال، ومن يتابع الخطوات السياسية لـ«الحزب»، يدرك ان نصرالله قدم عرضًا جيدًا، عرضا كفيلا بإحداث خرق في الملف الرئاسي، قبل الدخول في فراغ تفرضه انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل.

عرض نصرالله جاء من خلفية قوله: «لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخاب الرئيس في لبنان، وهل يوجد سبيل غير الحوار والتشاور للوصول إلى نتيجة؟ ما عطل الانتخابات الرئاسية مدة سنة قبل طوفان الأقصى هي الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية..».

وفي قراءة متأنية، يمكن الاستنتاج ان نصرالله مع شريكه في «الثنائي» رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد «يفرجان» عن الاستحقاق الرئاسي، من دون ان تكون الطريق مسهلة إلى التنفيذ وخروج الدخان الأبيض من ساحة النجمة، في جلسة لانتخاب الرئيس طال انتظارها منذ منتصف حزيران 2023.

ولا بد هنا من ترقب نتائج لقاء الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في الثامن من حزيران الجاري، على هامش احتفالات الذكرى الـ 80 لإنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي الفرنسية في الحرب العالمية الثانية.

وإذا قدر للاستحقاق الرئاسي ان يشهد حلحلة، فإن طريقه قد تميل إلى تبني مرشح من فئة «الخيار الثالث»، بالتوافق على مرشح يرضى به «الحزب» قبل شريكه رئيس مجلس النواب. مرشح يحظى بقبول مسيحي، وتقاطع غالبية الأفرقاء المسيحيين عليه، ويكون مشمولا في الأساس بدعم الكنيسة المارونية (بكركي) والفاتيكان.

وفي هذه الحالة، وبحسب مصدر نافذ كبير تحدث إلى «الأنباء»: «فإننا أمام لائحة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أسماء: السفير السابق لدى الفاتيكان المدير السابق للمخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري، والسفير الحالي لدى الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن، والوزير السابق جان لوي قرداحي».

ورأى المصدر المطلع «ان تفويت الفرصة الضيقة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، يعني خلط الأوراق كلها و…المزيد من الغوص في المجهول».

إخفاق المبادرات الخارجية، حتى الآن، لحل مشكلة الاستحقاق الرئاسي حرك المساعي الداخلية، فيما موضوع الحدود يبقى في عهدة كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي يعمل على صيغة من ثلاث مراحل.

وقد أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب بالبيت الابيض ما ذكرته «الأنباء» أمس بأن الخطة الأميركية تنطلق من عودة النازحين في مرحلتها الاولى إلى مناطق الحدود. ويأتي التحرك الأميركي بشأن الحدود، بالتوازي مع المسعى لوقف إطلاق النار في غزة، وسط حديث عن تقدم في مسار المفاوضات.

في الموضوع الرئاسي، برز تحفز القوى والأطراف المحلية للتحرك على غرار مبادرة «كتلة الاعتدال الوطني». وفي هذا الإطار يبدأ الحزب «التقدمي الاشتراكي» تحركا باتجاه الأطراف السياسية. ولم يشأ ان يسمي تحركه مبادرة، بل مسعى كفريق وسطي.

ويقوم وفد نيابي برئاسة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، بجولة يستهلها يوم الثلثاء المقبل بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع في معراب، على ان تشمل الجولة القيادات السياسية الأخرى.

وأشار عضو اللقاء النائب بلال عبدالله، إلى ان تحرك الحزب «ينطلق من الاحساس بالخطر الوجودي المخيف الذي يتهدد لبنان، ويتطلب من الجميع تقديم تنازلات بهدف انتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي يشكل مدخلا لعودة انطلاق المؤسسات وتحريك الحياة العادية في البلاد».

لبنان أمام خيارات خطيرة!

0

تتجه الأنظار إلى المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، لا سيما بعد إعلان حماس موافقتها على الطرح لوقف إطلاق النار في غزة.

الا أن الموقف الإسرائيلي الملتبس لا زال يعرقل الجهود المبذولة، لا سيما تأكيد تل أبيب مساء أمس الاستمرار في عملية رفح، والتي تنذر بكارثة انسانية حقيقية اذا ما توسّع العدوان عليها. ويؤشر إقدام إسرائيل على ترحيل سكان الاحياء الشرقية والشمالية لمدينة رفح إلى المناطق الجنوبية منها إلى تنفيذ اسرائيل لمخططها باجتياح رفح وطرد الفلسطينيين.

وتشير مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن ما يعزز هذا الإعتقاد التحذيرات الأوروبية وخاصة الفرنسية المصرية والأردنية من النوايا الاسرائيلية المبيتة ضد المدينة التي يتواجد فيها أكثر من مليون شخص غالبيتهم نزحوا اليها من غزة.

وعلى وقع هذه التطورات الخطيرة ناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة حماس العالم كله التدخل لوقف المجزرة المرتقبة.

ورأت المصادر أن العالم يعيش لحظات حرجة بعد قرار حكومة الحرب الإسرائيلية بطرد سكان الأحياء الشرقية من المدينة إلى جنوبها ليسهل عليهم “قبعهم” بشكل نهائي من أرضهم، ما يعني نكبة جديدة لا تقل خطورة عن نكبة 1948.

النائب السابق شامل روكز أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى ان التحضيرات واضحة للهجوم على رفح. وتساءل اذا كان هجوماً كاملاً أم جزئياً ويشمل فقط الأماكن التي تم طرد السكان منها الى المنطقة البحرية من رفح، ولم يُعرف حتى الساعة اذا كانت التحضيرات تجري لعملية كاملة أم محدودة لحفظ ما الوجه بعد فشل نتنياهو بتحرير الأسرى والقضاء على حماس.

واعتبر روكز أن قصة رفح لا يمكن النظر اليها بالهجوم على مجرد مدينة، لافتاً الى وجود جو عربي وإقليمي ودولي وأميركي يرفض الهجوم على رفح، سائلا: “ماذا يمكن أن تعطي رفح لنتنياهو أكثر مما أعطته حرب غزة؟ لقد دمر غزة ولم يحقق أي هدف من أهدافه”.

ولفت روكز الى أن الانتصار الفلسطيني بدأ يتحقق اليوم بما يحصل في الجامعات الأوروبية والأميركية، مصيفاً “هناك رأي عام غربي كبير يتأثر بها وخاصة ان هذه الدول على أبواب انتخابات رئاسية وقد يؤثر ذلك على نتائجها فالرأي العام الأميركي كان من البداية ضد ما جرى في غزة”.

روكز توقع أن يكون لاجتياح رفح تأثير كبير على الوضع في جنوب لبنان وان الحرب قد تتطور نحو الأسوأ فلا أحد يجزم بما يمكن ان يحصل.

وأمام هذه المشهدية، يكون لزاماً لبنانياً التفاعل إيجاباً مع الورقة الفرنسية، واعتبارها فرصة حقيقية لتجنيب لبنان الانزلاق نحو الخيارات الأخطر.

ألواح الطاقة الشمسية.. هذه أبرز التطورات والتحديات

إنقطاع الكهرباء في لبنان ليس بالأمر الجديد، لكن الأزمة تتفاقم على مرّ السنين حتى أصبحت ساعة كهرباء في اليوم أمراً نادراً بفعل الاهمال والفساد في شركة “كهرباء لبنان”، ونتيجة لذلك باتت الأسر اللبنانية في كل المناطق تكافح مع انقطاع التيارعن المنازل.

 

 

 ولمواجهة هذا الانقطاع المتواصل، انقسم اللبنانيون الى قسمين، قسم لجأ إلى الاشتراك في مولدات ديزل بفواتير مرتفعة جدّاً، والقسم الآخر اتجه بصورة متزايدة إلى الشمس لتلبية احتياجاته من الكهرباء، فاعتمد تركيب ألواح طاقة شمسية على أسطح الأبنية، لكن التكاليف المرتفعة لا تزال تشكل عائقاً أمام اعتماد هذه الأنظمة على نطاق واسع.

وأكد صاحب شركة أدوات طاقة شمسية أن “تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية في البيوت تبدأ من 2500 دولار، ولكن من دون أن يكون هناك سقف للأسعار، فهناك مشاريع وصلت تكلفتها إلى 60 ألف دولار، خاصة في المنازل الفخمة والقصور”.

وأوضح أنّ “الهدف الأساسي من هذه الأنظمة ليس توليد الكهرباء 24/24، بل التخفيف من فاتورة الطاقة، فهي لا تمثّل حلاً دائماً للكهرباء، ولم تُخترع على هذا الأساس”.

ويرى أنّ “غياب الدولة، وتحكّم أصحاب المولّدات بالناس يعزّزان الحلول الفردية”.

وتمنى لو كان هناك “تبنّ رسمي لقطاع الطاقة الشمسية في لبنان، لأن الناس كانوا يركّبون على سطوح منازلهم ألواحاً تتجاوز حاجتهم، ما يؤدي إلى هدر في الطاقة المنتَجة، بينما هناك أشخاص لا يزالون دون كهرباء”.

بدأ صيف البقاع هذا العام باكرا، لتبدأ رحلة الناس الشاقة في البحث عن احتياجاتهم، وفي ظل تراجع التغذية الكهربائية في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصاً بعلبك الهرمل، لجأ العديد من الناس في المنطقة الى الطاقة البديلة وتركيب الألواح الشمسية كلٌّ حسب استطاعته، حيث زادت نسبة الإقبال خلال الأسبوعين الماضيين.

وعلى المقلب الآخر يعمد الكثير من أبناء منطقة بيروت الى بيع ما توفر لديهم من ذهب ومصاغ لتركيب حاجتهم من الألواح، وفي هذا الاطار يقول أيمن إن “وضع الكهرباء أخيراً لم يعد يحتمل وعليه شارك وشقيقه بتركيب منظومة من ستة ألواح وتوابعها بتكلفة تخطت الألفين وخمسمئة دولار”.

تترافق طفرة الطاقة الشمسية مع انقلاب كبير في توجهات أصحاب الأعمال من مهنيين، الذين يهجرون مصالحهم الأصلية ويتحوّلون نحو “تركيب الطاقة الشمسية”، فـ”المصلحة تبيض ذهباً”. حتى بعض المهندسين تركوا وظائفهم في الشركات التي يعملون بها، واتجهوا نحو هذا القطاع، فيفيد أحدهم أنّ “صفته العلمية كمهندس تزيد من ثقة الزبائن به”. وهناك بائعو خُضر، لا يملكون أي خلفية في الأعمال الكهربائية توجهوا نحو قطاع الطاقة الشمسية.

على الرغم أن الطاقة الشمسية هي من المصادر النظيفة والمتجدّدة، إلا أن تسخيرها لا يخلو من بعض العوائق والسلبيات. سنتعرف في ما يلي الى إيجابياتها وسلبياتها:

مصدر متجدد للطاقة

إن طاقة الشمس مصدر متجدد ومتوفر يومياً ولا يمكن أن ينتهي طالما تشرق الشمس من جديد. لذلك لا بد من استغلالها والاستفادة منها.

الطاقة الشمسية متطورة باستمرار

إن التكنولوجيا في هذا المجال متطورة ومتقدمة باستمرار. حيث يمكن للابتكارات الفيزيائية أن تزيد من فعالية الألواح الشمسية بشكل دائم.

المحافظة على البيئة

استخدام طاقة الشمس يقلل بشكل كبير من الاعتماد على المشتقات النفطية والفحم والغاز الطبيعي من أجل إنتاج الكهرباء. وبما أنها نظيفة ولا تسبب التلوث فهي تحمي البيئة ولا تضر بطبقة الأوزون.

سلبيات الطاقة الشمسية

تكلفة تركيب باهظة

تكلفة شراء النظام الشمسي مرتفعة إلى حد ما، فهذه التكلفة تشمل دفع ثمن الألواح الشمسية والبطاريات والأسلاك وثمن تركيبها.

العوائق المناخية

تعتمد الألواح الشمسية اعتماداً كلياً على ضوء الشمس لتجميع الطاقة الشمسية بشكل فعال. فبالتالي تقل كفاءة هذا النظام خلال الأيام الماطرة والمليئة بالغيوم.

تحتاج مساحة كبيرة لتركيب الألواح

كلما زادت كمية الكهرباء التي تريد إنتاجها سوف تحتاج إلى عدد أكبر من الألواح لجمع أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس. ومن الجدير بالذكر أن الأسطح المنزلية ليست كبيرة بشكل كافي لتتناسب مع عدد الألواح الشمسية اللازمة، ويكون البديل في هذه الحالة تثبيت بعض الألواح الشمسية في الفناء وعلى مساحات واسعة.

وفي النهاية، إن استخدام الطاقة الشمسية وتوظيفها يساهمان بتأمين نسبةٍ لا بأس بها من احتياجاتنا من الكهرباء والحرارة وبصورةٍ نظيفةٍ تمامًا بالرغم من بعض المحدوديّات البسيطة. وقد يحمل لنا المستقبل بعض الحلول لتلافي سلبيات الطاقة الشمسية واستخدام هذه الطاقة المتجدّدة غير الملوثة للبيئة بشكلٍ فعّالٍ ونظيفٍ تمامًا.