أعلنت مديرة مدرسة جبيل الرابعة الرسمية، هويدا روكس أبي عقل، عن إطفاء أنوار المدرسة وإغلاق أبوابها لأول مرة منذ أكثر من شهرين، وذلك بعد انتهاء دورها كمركز إيواء للنازحين الذين قدموا من مناطق صور، عيترون وشمسطار وبعض قرى الجنوب .
أعربت أبي عقل عن أملها بأن تكون هذه المرة الأخيرة التي تتحول فيها المدرسة إلى مركز إيواء، متمنية أن تنتهي الظروف التي تفرض الحاجة إلى مثل هذه المراكز في المستقبل القريب.
أكدت أبي عقل أن إدارة المدرسة وأفرادها عملوا بكل جهد لتلبية احتياجات النازحين، سواء كانت جسدية أو نفسية، في ظل غياب التمويل الرسمي.
واستعانت بدعم الجمعيات الخيرية والأفراد الذين قدموا المساعدة بروح إنسانية مميزة بالتنسيق مع لجنة الطوارئ في القضاء ، معتبرة أن هذا العمل يمثل “فلس الأرملة” الذي يعبر عن التضحية والعطاء في أصعب الظروف.
أبي عقل أضافت أن الفريق عمل على مدار الساعة لتوفير الأمن والأمان للنازحين، بالإضافة إلى تأمين الغذاء، الأدوية، الملابس، والدعم النفسي، مما يعكس التزام المدرسة برسالتها الوطنية والإنسانية.
ورغم الظروف الاستثنائية، لم تنسَ أبي عقل إدارة المدرسة و واجباتها تجاه طلابها من أبناء جبيل، فقد وضعت خطة طوارئ متكاملة سمحت بفتح المدرسة أمام الطلاب في الرابع من تشرين الثاني، بعد الفصل بين مهام الإيواء والعملية التعليمية.
إلى جانب استقبالها لطلابها الأساسيين، فتحت المدرسة أبوابها للطلاب النازحين، حيث وفرت لهم الحقيبة المدرسية والكتب والقرطاسية، وحرصت على دمجهم بمحبة مع باقي الطلاب.
وأكدت المديرة أبي عقل أن هذه الخطوة ساهمت في خلق بيئة تعليمية متكاملة تعزز القيم الإنسانية والتربوية على حد سواء.
وشكرت أبي عقل كل من ساهم في دعم المدرسة خلال هذه المرحلة، سواء من أفراد أو جمعيات ,عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر، الأجهزة الأمنية مشيدة بروح التضامن التي أظهرتها كافة الجهات.
وأكدت أن هذه التجربة ستظل شهادة حية على قدرة المجتمع اللبناني على التكاتف والتعاون في مواجهة التحديات.
إن قيادة أبي عقل لهذه المرحلة عكست صورة مشرقة عن الاحترافية في العمل ،فهي ليست فقط مديرة مدرسة، بل نموذج للقيادة التي تجمع بين الحكمة الإنسانية والإدارة الفعالة،بفضل احترافها وتنسيقها المثالي مع المجتمع المحلي، نجحت في تحويل المدرسة إلى مساحة أمان وعطاء، تثبت أن المؤسسات التربوية قادرة على أن تكون حاضنة للمجتمع في أصعب الظروف.
عمل أبي عقل الجاد والمنظم والصامت سيبقى شاهدًا على قوة القيادة التي تعمل بروح المسؤولية والشراكة، لتؤكد أن التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة، من المدرسة، ومن صميم المجتمع.