كتب رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان:
تحتاج المرحلة الى مدّ الجسور. تتطلب خلق مساحات مشتركة في لحظة مصيرية يتهدد فيها الكيان والنموذج اللبناني على وقع العدوان المستمر، والمخاوف من تداعيات أكثر سلبية على الواقع اللبناني.
لقد شكّلت القمة الروحية المسيحية الاسلامية التي انعقدت في الصرح البطريركي الماروني في بكركي، بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي، حدثاً جامعاً واستثنائياً، لا بحضوره فقط، إنما بأهدافه الجامعة، وبما صدر عنه من مواقف، تؤكد وحدة لبنان بتنوّع شعبه ومكوناته السياسية والروحية، وسيادته على كامل أراضيه، واحترام القرارات الدولية التي توسّخ هذه السيادة وتشكّل شبكة أمان لها.
لقد كان لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، في القمة وقبلها، وفي استقباله للبطريرك الماروني قبل أشهر في زيارته لعاليه والشوف، دور لافت في تأكيد الحرص على لبنان الكيان. فبرز حكيما ،جامعاً، حريصاً على المواطنة الحاضنة للتنوّع في هذا البلد، ناصحاً، ومبادراً، للمّ الشمل، على أسس الروح اللبنانية الأصيلة، التي تعلو فيها مصلحة لبنان وديمومته وسلامة أبنائه على ما عداها من مصالح.
تابعناه منذ تسلّمه مهامه، فبرزت حكمته في ما يقول وما يفعل. فأكد بذلك أنه رجل على قدر المرحلة وتحدياتها، وعلى قدر تطلعات، لا أبناء طائفته فقط، إنما مختلف العائلات اللبنانية، التي تنظر الى قادتها الروحيين، بعين البوصلة التي ترشد الى ما يُصلح ويجمع، ما يساعد على تخطي الصعوبات، وتجاوز المحن.
إن القمة الروحية المسيحية الاسلامية بحضورها، أثبتت أن القادة الروحيين، قادة في المراحل الصعبة، يتصارحون ليصلحون ما أمكن، والأهم، أنهم بمختلف تلاوينهم، يضعون لبنان أولاً، فإن ذهب لبنان، لا يبقى شيء.
إن هذه المرحلة، تتطلب منّا جميعاً، أن نكون من أجل لبنان، نجمع ولا نفرق، نصلح ولا نخرّب، نبني ولا نهدم، فالمسؤولية كبيرة، والتحديات ثقيلة، وفي المحن يظهر معدن الناس. وبيننا من معدنهم ذهب، على غرار الشيخ أبي المنى، يجمع أصالة لبنان وشعبه وتاريخه… ليكون لنا مستقبل.
فتحية الى الشيخ الجليل، وسلام له… والأمن والاستقرار والديمومة لوطننا الحبيب لبنان.