يتخاصم اللبنانيون ويتعاركون بأيام السّلم، أما عندما تقع الكارثة يتبيّن دائماً أن ليس لهم سوى بعضهم البعض.
ففي كل أزمة، يتهافت اللبنانيون لمساعدة بعضهم وتقديم كل ما توفر لديهم حتّى لو “فلس الأرملة” وهذا ما يميّز هذا الشعب الصامد المتماسك إجتماعياً رغم كل محاولات التفرقة، بالاضافة الى الجمعيات التي تقوم بجهد جبّار خاصة بضعف إمكانيات الدولة.
وككل كل أزمة أيضاً، تنشط المبادرات الفردية، ولكن اللافت بالأمر أن البعض يركض لركوب الموجة خاصة في زمن السوشيل ميديا، حتى أن البعض عمد على تصوير بضعة أكياس ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها مساعدات، وذلك كترويج اعلاني لأنفسهم على سبيل “شوفيني يا منيرة” على حساب معاناة الآخرين، لتوظيفها ربما لاحقاً في حسابات إنتخابية.
هذا النشاط الكثيف تشهده أيضاً منطقة جبيل التي استقبلت عدداً كبيراً من النازحين، وبجهود بعض الجمعيات والمبادرات الفردية، إستطاعت حتى الآن احتواء هذا النزوح،ولكن لاحظت أوساط متابعة لحركة الميدان أن البعض يعمد على توزيع مساعدات بسيطة او لا تتناسب مع احتياجات النازحين، أي “لزوم ما لا يلزم” وذلك بهدف التقاط الصور ونشرها إعلامياً، خاصة وأن البعض منهم موظفون في الإدارات الرسمية ويعمدون على تكثيف الصور والزيارات للتستير عن تقصيرهم في مهامهم ،ومنهم ناشطون ورجال دين مما أثار إشمئزاز البعض من هذه الحركات المزيفة التي تندرج في سياق حسابات مستقبلية.
في الختام، الأزمات تكشف المعادن، وهذه الحرب الكارثية التي يعيشها لبنان، كشفت معدن الشعب اللبناني الذي يترك كل الخلافات السياسية ويضع كل جهده للإهتمام بشريكه في الوطن، بالمقابل كشفت أيضاً زحمة المتملقين الذين لا يفوّتون فرصةً لينالوا عن جدارة لقب “Bloggers الأزمات”