نشرت جريدة الأخبار في عددها الصادر يوم الأحد خبرًا مسمومًا بحق الزميل الاعلامي مالك الشريف بعد اتهامه ضمنًا بالعمالة للعدو الاسرائيلي بسبب انضمامه لفضائية جديدة ناطقة باللغة العربية أطلق عليها اسم “شمس”.
قناة “شمس” ستكون محطة اخبارية سياسية تبث من مدينة أربيل الكردية في العراق بعد أسابيع قليلة. وقد أعلنت الزميلة تيما رضا منذ أيام عبر حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي انتهاء العمل بالاستديوهات والديكورات الخاصة بالقناة، على أن يبدأ التدريب والاستعداد للانطلاق الرسمي خلال الساعات القادمة.
” الأخبار” وهيئة تحريرها نصّبوا أنفسهم دون وجه حق للاشراف على مختبرات فحص فئة الدم الخاصة بالوطنية والعروبة والعمالة لفئة من اللبنانيين، باعتبار أن الفئة الأخرى معصومة عن اتركاب الأخطاء والخطايا، منزّهة، شريفة، بريئة من كل آفة أو فكرة ضلالية يصاب بها مجتمعنا..
كيف تجرؤ جريدة “الأخبار” والمسؤول عنها وكاتب (ة) الخبر بإتهام زميل لهم يتمتع بقدر عال من المصداقية والاحترام وسط مهنته وزملائه طوال السنوات التي قضاها في هموم ومآسي مهنة المتاعب متنقلا من مؤسسة لأخرى بحثًا عن ذاته، وما يتطلع اليه من أحلام وآمال يحققها في وطنه، فخاب ظنّه مثل كثيرين وغادر الى وجهة أخرى خارج بلده علّها تعيد له بعضًا من سنوات عمره التي ضاعت بحثًا عن استقرار وهدوء نفسي واجتماعيّ اكتشف انه بعيد المنال في لبنان..
هل ارتكب حرمانية في ذلك؟ أم معصية؟ هل تصدقون أو تقتنعون بأن مالك الشريف ابن طرابلس التي يغمرها ويفيض لتوزع على مساحة لبنان وطنية وعروبة وعداء يجري بالدم في وجه الكيان الصهيوني، أن يلجأ الى عمل في مؤسسة تدعم التوجّه الاسرائيلي بغض النظر عن العرض المالي أو المعنوي؟..
لا مالك الشريف ولا تيما رضا صاحبة الكلمة الحرة والموقف الجريء ولا غيرهم من الزملاء اللبنانيين عرضة لأي شك او حتى وضع علامة استفهام على مسيرتهم وتربيتهم..
عند هذا الحدّ يجب ان توقف هذه المهزلة.. مهزلة التخوين يمينًا ويسارا.. خصوصاً من ليس مؤهلا أصلا لممارستها عن حسن نيّة او سوئها..
لذا، نداء الى وزير الاعلام صديق الاعلاميين المهندس زياد مكاري ان يستدعي فورًا رئيس تحرير جريدة الأخبار ومديرها المسؤول أقلّه للفت النظر، والكفّ عن المزايدة المستمرة في الانتماء والالتزام الوطني والعداء لاسرائيل..
ولجميع الزملاء وعلى رأسهم جمعية “اعلاميون من أجل الحرية”، و”نادي الصحافة” وغيرهم من الجمعيات العاملة في مجال الإعلام وحماية مبادئه، أن يتم التوقف مليًّا عند هذه الممارسات واتخاذ موقف جريء منها والوقوف وقفة عزّ تضامنًا مع الشريف ورضا وكل الزملاء العاملين في قناة ” الشمس” او اي قناة أخرى يتعرض العاملين فيها لهذه المهزلة ..
وحين تشرق ” شمس” القناة ويثبت دعمها لاسرائيل ومشروعها الاجرامي في المنطقة، فعندها سيكون لنا وللشريف ورضا كلام آخر.. فنحن الأبدى والأصدق في هذه المواجهة !…
تستعدّ الساحة الإعلامية لإطلاق فضائية إخبارية جديدة تتخذ من مدينة أربيل العراقية مقراً لها، وستحمل مبدئياً اسم «شمس». من المتوقع أن يبدأ بث الشاشة الناطقة باللغة العربية، بداية العام المقبل، على أن تعرض برامج ونشرات أخبار سياسية فقط.
في هذا السياق، أعلن القائمون على «شمس» عن افتتاح المبنى والاستديوات الخاصة بها في أربيل، مشيرين إلى انطلاق التحضيرات والتدريبات. وتلفت المصادر إلى أنّ فريق عمل الشاشة يضم مجموعة من المقدمين اللبنانيين والعرب، من بينهم مالك الشريف الذي عمل سنوات في قناة lbci، قبل أن يقدّم قبل أسابيع قليلة استقالته من المحطة اللبنانية ويلتحق بفريق العمل في أربيل.
ويتكتم القائمون على «شمس» حول سياسة القناة والجهات الداعمة لها. لكن يمكن القول إنّه بمجرّد أن تتخذ الفضائية أربيل مقراً لها، تطرح الخطوة علامات استفهام عدّة، كونها مدينة تنشط فيها أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
يتزامن انطلاق «شمس» مع تغييرات مهمة يشهدها الإعلام الخليجي والعربي، منذ انطلاق معركة «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، والتي كشفت حجم تواطؤ هذه الميديا مع العدو الإسرائيلي لتشويه صورة المقاومة.