طالب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، اليوم الجمعة، “بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان وفصل الأمور عن مجريات الحرب في غزة، وأطلق مواقف عدة في الشأن السياسي اللبناني، داعيا إلى التفاهم على رئيس للجمهورية لملء الشغور الرئاسي، من باب «أن أحدا لا يستطيع فرض شيء على أحد في لبنان”.
ودعا، في حديث لـ “الأنباء” الكويتية، إلى “التكاتف في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد وتشهد انهيارا غير مسبوق”.
وتابع، “من الواضح أن حزب الله لا يريد حربا كبرى مع إسرائيل، وهذا موقف مقدر وجيد، إلا انه في المقابل فقد امتلاك زمام القرار بوقف الحرب، فأصبح الأمر في يد إسرائيل”.
وتساءل: “كرمال مين صار هالشي؟ كرمى لـ (يحيى) السنوار او لتحرير القدس؟”.
ودعا إلى “وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان بمعزل عن غزة”.
وأكد باسيل على “التواصل مع “حزب الله” وعلى أرفع المستويات، من دون الإجابة مباشرة إذا كان المقصود التواصل المباشر مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله”.
وشدد على وجود “تواصل إيجابي” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإن كان حث الأخير على مجاراته في السعي إلى فصل الملف الداخلي اللبناني عن الحرب في غزة”.
وأكد في هذا السياق “عدم إضاعة الوقت في ترتيب أوراق الاستحقاق الرئاسي بعناوين مثل الحوار وغيره، “ما يطيل أمد الفراغ”.
ورحب في المقابل “بأي جهد داخلي تحت أي مسمى، كالتشاور وغيره”.
وبشأن البحث في الاستحقاق الرئاسي مع الرئيس بري، قال باسيل “عم نحكي بالعناوين العريضة، ومن المؤكد أن هذا الأمر غير كاف”.
ورأى أنه “لا شيء يحول دون الوصول إلى تفاهم على اسم مرشح للرئاسة، عارضا في الوقت عينه خيار القبول بنتائج التصويت في المجلس النيابي”.
وطالب الرئيس بري “الحريص على الاتفاق على مرشح رئاسي يرضى به الفريق المسيحي، الأخذ في الاعتبار مراعاة المسيحيين مما تقوم به حكومة تصريف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية”.
وحذر باسيل من “رهانات فريقين في البلاد على نتائج حرب غزة، الأول للانتصار في الحرب (ولم يخف استبعاده بشكل منطقي تحقيق ذلك) لفرض مرشحه، والثاني يعول على تغيير موازين في الحرب “يعتقد خاطئا أنها ستصب في مصلحته، فيسعى تاليا إلى فرض مرشحه”، وكرر مطالبة الرئيس بري بالسعي في هذا المجال لتجنيب البلد مزيدا من الضرر جراء استمرار ربط الجبهة اللبنانية بالحرب في غزة”.
وفي الملف المسيحي الداخلي، عرض لتعويل “التيار” على اجتماعات بكركي، قائلا إن موقفه لم يتبدل ويعرفه البطريرك الماروني جيدا، وتحدث عن خطر وجودي يهدد الكيان اللبناني ويطول المكون المسيحي فيه. وسأل “ألم يتعلموا أن السكوت أو القبول بأشياء تطولنا سيعود بالضرر عليهم كما حصل في 1990، يوم أطيح بالعماد ميشال عون (رئيس الحكومة العسكرية وقتذاك)، وأصابهم بعدها ما يعرفه الجميع من أوسع ضرر؟”، وذكر أن “التيار” لم يتمكن من جمع توقيع 26 نائبا لتقديم عريضة “ضد حكومة تصريف الأعمال وتجاوزاتها، وقد صرفنا النظر عن الفكرة”.
وشدد على “وضع خطة عمل لتنفيذ الوثيقة الجاري العمل عليها في بكركي، محملا مسؤولية إفشالها من يسعى إلى ذلك”.
وعن مسؤولية “التيار” في إفشال “اتفاق معراب” مع “القوات اللبنانية”، قال باسيل “هذا من ضمن الدعاية الكاذبة التي تسوق ضدنا. جوهر الاتفاق الأساسي قيام الكتلتين النيابيتين العائدتين للتيار والقوات بإنجاح العهد. وقد نص الاتفاق على تقاسم للحصص بمعزل عن إدخال رئيس الجمهورية طرفا. وقد ضربت القوات الجوهر بالوقوف ضدنا وضد الرئيس في مجلس الوزراء، وتوجت مهمتها بالانقلاب على رئيس حكومة العهد. وأسأل: هل يستحق عدم نيلهم عضوا إضافيا من حصتهم في مجلس إدارة كازينو لبنان إفشال العهد؟”.
وخلص إلى العلاقة مع “القوات” بالقول “لن نبني على تجارب الماضي معهم، لأنها لن تنتهي. والتيار معروف باحترام مواقفه وعدم الطعن والانقلاب على الاتفاقات التي يعقدها”.
وعن زيارة محتملة يقوم بها إلى الدوحة تلبية لدعوة قطرية، قال “ما في برنامج للزيارة، والأفضل انتظار الوقت المناسب لتحقيق فائدة منها”.
وتناول الدور القطري قائلا “إذ يتكلمون مع الجميع ويريدون المساعدة والاستثمار في لبنان. ولهم تجربة ناجحة في مؤتمر الدوحة 2008، والمساعدة منهم ومن الآخرين مرغوبة، مساعدة لتحقيق تفاهم بين اللبنانيين، وليس فرض أسماء عليهم في الاستحقاق الرئاسي وغيره”.
وعن تمدد ظاهرة اليمين المتطرف في “التيار”، قال باسيل “يضم التيار كل التوجهات الفكرية والاقتصادية والثقافية. لكن لا خلاف على الثوابت والمبادئ، ولا تطرف فيه، بل مواقف ردا على من يدفع بالمسيحيين إلى التطرف”.
وعن سقف العمل السياسي لـ “التيار” في المرحلة المقبلة بعد وصول رئيسه المؤسس العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية في 2016، قال باسيل “العماد ميشال عون توج مسيرته النضالية الطويلة بالوصول إلى موقع الرئاسة، إلا انه حقق أبرز إنجازاته قبل بلوغ سدة الرئاسة، حيث تجمعت عليه كل الظروف لضرب عهده، يوم كان الجنرال المحرر للبلاد. وللتيار الكثير ليقدمه ومسيرتنا لا تنتهي”.