بدأ زمن الصّوم الكبير لدى الطوائف المسيحيّة التي تتبعُ التقويم الغربي بكثيرٍ من الإيمان والرّجاء، خصوصاً في وقتٍ يعيشُ فيه لبنان مرحلةً فصليّة على أكثر من صعيد. وفي حين يلتزمُ مسيحيّون بتعاليم الكنيسة حرفيّاً في عيش الصّوم، هناك من يختار أن يصوم على طريقته وأن يمتنع عن مأكولات وعادات مُعيّنة فقط. فما رأي الكنيسة بذلك؟
يقول الراهب الماروني المريمي الأب سليم الرجّي: “صحيحٌ أنّه في زمن الصّوم يجب عدم تناول اللحوم والبياض والصّوم حتى السّاعة 12 ظهراً لمدّة 40 يوماً، بالإضافة الى الكثير من التفاصيل الأخرى، إلا أنّ الأهم هو الانقطاع عن الخطيئة التي تُبعدنا عن الله، فالصّوم هو تمرينٌ للجسد وللإرادة والروح والنفس ليُصبح المسيحي أقوى ويسير في درب يسوع المسيح، لذلك فإنّ الصّوم الحقيقي هو عن الحقد والبغض”.
ويشرح، في مقابلة مع موقع mtv: “هناك قوانين وأنظمة في الكنيسة لعيش الصّوم، ولكنّ المسيحيّ هو حرٌّ في اختيار ما يُريد أن يصوم عنه، ويجب أن يجتهد الانسان في فعل الكثير من الخير بشتّى الطرق، فمثلاً المسيحي الذي يغضب بسرعة يجب أن يصوم عن الغضب، أمّا الطفل الذي يصوم عن تناول الحلويات فهو يقوم بصومٍ حقيقيٍّ أيضاً، ومن يصوم عن الكلام البذيء وقلّة المحبّة فصومه مقبول أيضاً، ومن يقرّر أن يبتسم لمن حوله فهو يقوم بعمل خير”.
ويختُم الأب الرجّي: “الحياة المسيحيّة هي حياةُ حبٍّ، وكلّ ما نقوم به بحبّ فهو يرضي الله، ويبقى الأهم أن تنبع أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا من قلبنا، وهنا الصّوم الحقيقي”.