بعد مرور 20عام على إطلاقها، تواجه الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ العديد من التحديات التي تعوق تحقيق هدفها الأساسي في مكافحة المخاطر المرتبطة بالتدخين. منذ عام 1990 وحتى الآن، لم يحدث انخفاض في أعداد المدخنين، حيث يستمر حوالي مليار شخص في .تعاطي التبغ بطرق تسبب أكثر ضررًا، وهو التدخين التقليدي الذي ينطوي على حرق التبغ
مع التطور التكنولوجي الكبير الذي شهدناه في العشرين سنة الماضية في مختلف المجالات، والذي ساهم بشكل كبير في تعزيز مبدأ “الحد . من المخاطر”، فإنه من المهم أن تتبنى منظمة الصحة العالمية هذا النهج العالمي من خلال دعم الابتكارات الجديدة التي تسهم في تحقيقه
على الرغم من التشجيع الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للحكومات والقطاع الخاص للاستثمار والابتكار في مجال الحد من المخاطر في مختلف المجالات، بما في ذلك السيطرة على الأمراض المعدية وغير المعدية وتقليل استهلاك الصوديوم واستبدال .الأحماض الدهنية غير المشبعة ببدائل صحية، إلا أن منظمة الصحة العالمية لا تعتمد نفس النهج في مكافحة التدخين ودخان السجائر
حتى اليوم، لا تزال تقييمات منظمة الصحة العالمية لمنتجات التبغ المسخنة تبتعد عن نتائج الدراسات العلمية الحديثة. على سبيل المثال، في عام 2016، قام أكاديميون بارزون من مركز المملكة المتحدة لدراسات التبغ والكحول بإجراء دراسة علمية حول فوائد منتجات التبغ المسخنة كبدائل أقل ضررًا مقارنةً بالتدخين التقليدي. ومع ذلك، لا تقدم الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ الدعم الكافي لتعزيز انتشار .استراتيجيات الحد من المخاطر لتحسين الصحة العامة
الحاجة لهذه المنتجات البديلة تزداد يومًا بعد يوم، وذلك بناءً على الأدلة البحثية التي تثبت قدرة هذه المنتجات على تقليل مخاطر التدخين التقليدي والدخان المصاحب له. لذلك، أصبح من الضروري مراجعة أهداف الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لتكون ملائمة للغرض الذي .تأسست من أجله
وبشكل خاص، يجب أن يتم تقييم النجاح في مكافحة التدخين بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض عن طريق تقليل حالات الوفاة .والأمراض المرتبطة به، بدلاً من مجرد عدد البلدان التي تنفذ تدابير الاتفاقية
تتطلب الحكومات أيضًا بذل المزيد من الجهود في الوقت الحالي. العديد من المدخنين يحتاجون إلى دعم حكوماتهم لتجاوز العقبات في تنفيذ استراتيجيات الحد من مخاطر التبغ، وذلك من خلال دمج هذه الاستراتيجيات في السياسات الوطنية. هذا سيسهم في حماية ودعم الصحة العامة عن طريق توفير بدائل ذات مخاطر منخفضة للبالغين المدخنين الذين يرغبون في الاستمرار في التدخين، وبالتالي يؤدي .إلى تقليل حالات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين وتخفيض معدلات التدخين والتسريع في القضاء على التدخين التقليدي