أكد الرئيس الفرنسي ايمانوي ماكرون في افتتاح مؤتمر المانحين “أن دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني، وعلينا حشد كل القدرات الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني”، لافتاً الى “ان من المهم أن تصل المساعدات الى مؤسسات المجتمع المدني بأسرع وقت ممكن”.
أضاف: “على السلطات اللبنانية الاستجابة لمطالب الشعب الذي يعبّر عن مطالبه بطريقة مشروعة في الشوارع”، مشيراً الى “ان الأمم المتحدة يجب أن تعمل على مراقبة وتنسيق المساعدات المقدمة للبنان”.
وتابع: “الفوضى تحركها أطراف تريد زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وفتح تحقيق شامل في تفجير بيروت هو مطلب للشعب اللبناني”، مشددا على أن الفوضى في لبنان ستؤثر على المنطقة”.
ولفت الى “أن المساعدات ستصل إلى الشعب اللبناني بمشاركة صندوق النقد الدولي ومؤسسات أخرى”.
وبعد كلمة الافتتاح التي القاها ماكرون في “مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني”، تحوّلت الجلسة الى جلسة مغلقة.
الرئيس عون: شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في كلمته في “مؤتمر الدعم الدولي للبنان وللشعب اللبناني”، لـ”الرئيس الصديق ماكرون المبادرة إلى عقد هذا المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان، بعد الكارثة التي ضربت عاصمتنا، وهو الذي سارع الى زيارتها وشهد حجم المأساة بأم العين، والشكر أيضا لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة”.
وشدد على أن “الزلزال الذي ضربنا ونحن في خضم أزمات اقتصادية ومالية ونزوح، بالإضافة الى انعكاسات كورونا، يجعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن”.
وقال: “لا يسعني إلا أن أثمن عاليا، باسمي وباسم الشعب اللبناني، التضامن الدولي الذي تجلى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين الى الحضور أو الاتصال والإعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح، كما مبادرة الدول الشقيقة والصديقة الى إرسال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة”.
ولفت إلى أن “العديد من المسؤولين وفرق الإغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان، عاينوا حسيا حجم المأساة التي طالت كل القطاعات ولا سيما تلك التي تشملها الأولويات الأربع الواردة في كتاب الدعوة لمؤتمركم الكريم، الصحة، التربية، إعادة الإعمار، وتأمين الغذاء”.
وشدد الرئيس عون على أن “إعادة بناء ما دمر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير، فالحاجات كبيرة جدا، وعلينا الإسراع في تلبيتها، وخصوصا قبل حلول الشتاء، إذ ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى. أما صندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة من المؤتمر”.
وقال: “التزمت أمام شعبي تحقيق العدالة، إذ وحدها العدالة، يمكن أن تقدم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضا أن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه، سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهدت أيضا بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة بل سيشمل كل المؤسسات”.
وشدد على أنها “ليست المرة الأولى التي تدمر فيها بيروت، ولكنها في كل مرة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي إيمان، بأن بيروتنا ستنهض كما كل مرة. نعم ستنهض، بمساعدتكم، وبعزيمة أهلها وكل اللبنانيين”.
أمير قطر: بدوره، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال مشاركته في المؤتمر: “سنعلن خلال الأيام المقبلة عن مساهمتنا في إعادة إعمار بيروت ويجب أن يترك الحوار حول القضايا الداخلية للشعب اللبناني ولوعيه”.
أضاف: “ليس بوسع لبنان تجاوز هذه الأزمة بمفرده. كما أعلن مساهمتنا بخمسين مليون دولار لمساعدة لبنان”.
المشاركون: عقد عند الساعة الثانية بعد الظهر، بتوقيت باريس، الثالثة بتوقيت بيروت، المؤتمر الدولي حول لبنان بتنظيم من فرنسا والامم المتحدة، وافتتحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، من المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين عبر الفيديو، وأمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ويشارك فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، ملك الاْردن عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي شارل ميشيل، وممثّل عن البنك الدولي. ومن المتوقع ان تشارك الصين في هذا الاجتماع، بالإضافة الى عددٍ من الدول الاخرى.
وافادت مصادر الرئاسة الفرنسية “انه تمّت دعوة المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر والإمارات الى هذا المؤتمر، مؤكدة ان هدف المؤتمر هو تأمين الدعم والمساعدات بشكل فوري للبنان وان الشرط الأساسي هو ان تذهب هذه المساعدة مباشرة الى الشعب اللبناني”.
ولفتت المصادر الى ان الامم المتحدة تجري الان مسحاً لحاجات اللبنانيين بين أضرار ومشردين وبين الذين فقدوا منازلهم، مشيرة الى ان هذه المساعدات لن تُقدّم الى السلطات اللبنانية”، مشيرة الى “ان هناك غضب كبير في الشارع ولن نقدم شيكا على بياض للحكومة اللبنانية، فهناك طرق يتم من خلالها تقديم الأموال وقد تكون عبر الامم المتحدة وووكالاتها وهناك ايضا مؤسسات جدية وفعالة في لبنان، وعلى رأسها مؤسسة الجيش اللبناني والصليب الأحمر”.
وشرحت المصادر “ان الأولوية التي سيعمل على اساسها مؤتمر الدعم تتعلق بأربعة محاور وهي: تصليح دمار المباني المنهارة وتأمين سلامة المواطنين كنقل الجرحى وإخراج المعرّضين، تأمين المساعدة الطبية والأدوية، تأمين الغذاء وتقديم تصليحات للمستشفيات والمدارس وتأمين الزجاج وتقديم سبل المساعدة على توفير المياه والكهرباء للمستشفيات”.