غيب الموت ناشر جريدة ” الهدى النيو يوركية” فارس خيرالله اسطفان عن عمر ناهز ال٨٧ سنة ، وهي كانت أعرق الصحف المهجرية الناطقة بالعربية واطولها عمرا.
ونعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي اسطفان، فقال” إن الراحل الكبير الذي سافر إلى الولايات المتحدة الاميركية وهو في مطالع العشرينيات من عمره ، انصرف إلى عالم الاعمال وحقق نجاحا ، لكنه استجاب لالحاح عمه الخور اسقف منصور اسطفان خادم رعية بروكلين المارونية ، واشترى صحيفة ” الهدى النيويوركية” التي اسسها نعوم مكرزل في العام ١٨٩٨ الذي لقب ب” النمر اللبناني” الذي ناصر قضية وطنه، وحث المغتربين على مساعدة عائلاتهم في زمن المجاعة الكبرى، واحتضن الحركة الأدبية المهجرية بما مثلته من حداثة وتجديد في الأدب العربي ، والتي آلت ملكيتها بعد وفاته إلى شقيقه سلوم الذي نسج على المنوال نفسه، ولما لم تتمكن وريثة الاخير ماري من متابعة المشوار الشاق ، وأعلنت عن رغبتها في إقفال الجريدة ، تطوع فارس اسطفان لشرائها في مطالع سبعينيات القرن المنصرم ، واحيا يوبيلها ال٧٥ في احتفال ضخم بفندق ” وولدورف استوريا” في العام ١٩٧٣. وتابع إصدارها من دون توقف حتى تاريخ احتجابها في العام ١٩٩٤، وكان رئيس تحريرها حينها الزميل الشاعر والاديب هنري زغيب . وما كان اسطفان ليوقف اصدار ” الهدى النيويوركية” لولا النفقات الباهظةوشح الموارد الإعلانية ، ومحدودية الاشتراكات وكلفة التوزيع. وقد مني بخسارة مالية فادحة جراء اصراره على ابقاء هذه الصحيفة وما تمثل من تراث أدبي وفكري ، ودعامة للقضية اللبنانية ، من دون أن تلقى الدعم الذي توخاه.
وفي السنوات الأخيرة عاد إلى بلدته الكسروانية غوسطا، واغمض العين بالامس ليعانق جسده تراب عين ورقه في جوار المدرسة التي بناها نسيبه البطريرك يوسف اسطفان، لتكون اول مدرسة بمواصفات جامعية في هذا الشرق.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته، والعزاء لعائلته.