26.8 C
Byblos
Friday, September 20, 2024
أبرز العناوينالسنيورة يحسم أمره اليوم.. هل يغامر ويترشّح؟

السنيورة يحسم أمره اليوم.. هل يغامر ويترشّح؟

سابين عويس

لا يسلّم الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة سرّه الى أحد. فهو، على مسافة ساعات قليلة من إقفال باب الترشيحات الى الانتخابات النيابية، لم يكشف عن قراره، مستفيداً ممّا بقي من الوقت لجوجلة أخيرة للموقف مع كلّ ما يرتّبه الترشّح أو عدمه من ارتدادات في شارع سنّي مشتّت أولاً نتيجة الانسحاب الموقت لزعيم تيّار “المستقبل” سعد الحريري من الحياة السياسية والنيابية، ودعوته الملتزمين حزبياً الى الانكفاء عن المشاركة ترشّحاً وانتخاباً، وفي مشهد سياسي ضبابي ومضعضع نتيجة تحالفات هجينة بدأت تتبلور مقابل أخرى محفوفة بالمطبّات والألغام ستواجه الرئيس الأسبق لكتلة “المستقبل” النيابية، والرجل الأقرب الى رفيق الحريري في المشروع الاقتصادي.

بعد الرئيس تمام سلام، جاء عزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن الترشّح أمس ليعزز الانطباع بأنّ نادي رؤساء الحكومات قد اختار طريق الابتعاد والانسحاب، ولم يبق إلّا السنيورة ليعلن، على ما أسرّت أوساطه، موقفه اليوم ترشّحاً أو عزوفاً، وإن كانت الضبابية لا تزال تحوط هذا الموقف. وللرجل أسبابه ومبرراته، وتتّصل بالدرجة الأولى بتباين خياراته السياسية ومقاربته لها وللأزمة المستجدة في تيار “المستقبل” بفعل قرار الحريري تعليق عمله وعمل تياره السياسي عن مقاربة الأخير.

يؤكد أن لا خلاف بينهما على المشكلة القائمة أو على تشخيصها، بل على مواجهتها. هو يرى أن الحريري اختار تعليق عمله، أما هو فلا يرى أن هذا هو الحلّ، انطلاقاً من تساؤله الدائم: إذا تراجعنا عن استرجاع الدولة، فإلى أين نذهب بالبلاد؟ إن لم يكن تعطيل الانتخابات ممكناً، فهل نمنح “حزب الله” الشرعية بالانتخابات، ونحقق له الفوز السهل؟ في رأي السنيورة، إن المشكلة انتقلت من مطالبة هذا الحزب وحلفائه بالثلث المعطّل الى المطالبة بالحصول على الثلثين في المجلس كما في الحكومة، ما يتيح لهم التحكّم بكلّ مفاصل البلد من انتخاب رئيس الى تشكيل حكومة وصولاً الى تشريع السلاح!

ولهذا، لا يجد السنيورة ما يبرّر إخلاء الساحة بالكامل أمام الحلف الحاكم، أي “ح ز ب الله” و”التيار الوطني الحر”، برغم الأسباب التي أملت على الحريري الانسحاب.

ثمّة من قرأ في عزوف الحريري استعادة لتجربة والده في الخروج من السلطة عام 1998، ليعود إليها مظفّراً على حصان انتخابات 2000، بعدما بلغت البلاد حالاً خطيرة من التدهور على المستوى الاقتصادي. ولكن هل ظروف الحريري الابن اليوم مشابهة لظروف الحريري الأب، وهل يمكن الحريري الابن أن يبقى في قاعة الانتظار لمدّة أربع سنوات إضافية قبل أن يعود الى البرلمان على رأس كتلة وزانة؟

في استعادة لكلامه يوم العزوف، كان الحريري واضحاً بقوله إن تعليق العمل السياسي لن يبعده عن الناس. وقد وُضع هذا الكلام في حينه في إطار رغبة الرجل في الانتقال الى صفوف المعارضة من خارج البرلمان، وعبّرت البيانات السياسية المتلاحقة الصادرة عن تيّاره إزاء ملفّات مطروحة منها استهداف حاكم المصرف المركزي عن هذا التوجّه. ولكن ثمّة من قرأ في العوزف استشرافاً من الحريري لاحتمالات كبيرة بعدم حصول الانتخابات، ما سيدفعه أمام هذا السيناريو الى الامتناع عن التمديد للمجلس الحالي والمبادرة الى الاستقالة فوراً منه.

وأصحاب هذا الرأي يعتقدون أنه في مثل هذه الحالة، يكون ترشّح السنيورة بمثابة انتحار سياسي باعتباره خروجاً عن قرار زعيم التيّار.

على المقلب الآخر، وفي المحيط الذي يدور في فلك السنيورة، ثمّة من يدفع الأخير نحو المضيّ في ترشّحه من أجل ترؤس لائحة انطلاقاً من أنّ الأسماء التي يجري التداول بها لتشكيل لائحة في بيروت تحتاج الى رافعة، وذلك من دون الأخذ في الاعتبار ردة فعل القاعدة الانتخابية لتيار “المستقبل” الملتزمة قرار زعيمها، أو تلك التي ستعطل نجاح السنيورة وتشكل الخاصرة الضعيفة التي سيُضرب فيها من بيت أبيه، قبل الوصول الى الأخصام التقليديين، وهم كثر ومتنوّعون.

المصدرالنهار
- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!