ينطلق عمل حزب الكتائب الانتخابي على صعيد دوائر عدّة من اعتبارات هادفة إلى توحيد الجبهات المحسوبة على قوى الانتفاضة. وتفرض هذه الاستراتيجية بعض التمهّل في تأكيد أسماء المرشّحين والإعلان عنها، في وقت أعلن عن إسمين على صعيد الترشيحات الرسميّة حتى الساعة، لجهة اختيار الوزير السابق سليم الصايغ في دائرة “جبل لبنان الأولى (كسروان – جبيل) ومجد حرب في دائرة “الشمال الثالثة” – قضاء البترون. وتشير المعطيات الى اتّجاه نحو ترشيح النواب المستقيلين سامي الجميّل والياس حنكش في “صخرة” الحضور الكتائبي الأساسية على صعيد دائرة “جبل لبنان الثالثة” (المتن الشمالي) ونديم الجميّل عن دائرة “بيروت الأولى”. ويدرس الكتائب مجموعة أسماء يفكّر بترشيحها أو دعمها على صعيد دوائر البقاع الغربي، الكورة، بعبدا، “بيروت الثانية”، جزين، زحلة، طرابلس، عكار وجبيل. ويُنتَظر أن تأخذ الترشيحات في الاعتبار ما ظهّرته استطلاعات الرأي على صعيد الأسماء الممكنة، بما يخصّ الحضور الحزبي والتحالفات المحتملة لجهة المقاعد التي يمكن الفوز بها كمعايير مأخوذة في الاعتبار. وفي سياق متّصل، يدعم الكتائب مرشّحي “جبهة المعارضة اللبنانية” في كلّ الدوائر الانتخابية، بما يشمل مجموعات حليفة ومنضوية في الجبهة، أبرزها: “عامية 17 تشرين”، “لقاء تشرين”، “هيئة دعم الثورة”، “ثوار عكار”، “تقدم”، “رابِلز”… ويتواصل مع شخصيات مستقلّة على صعيد زحلة للوصول إلى عقد تحالفات. ويتشاور مع مجموعات من منصات ثانية على صعيد الانتفاضة. كما يتفاوض مع أحزاب ناشئة وصديقة. وكانت المجموعات المنضوية في “جبهة المعارضة اللبنانية” قد شاركت في مناسبة إطلاق الماكينة الكتائبية.
وقد تحوّل حزب الكتائب إلى ماكينة انتخابيّة ناشطة في ظلّ فريق قانوني، وآخر متخصّص بالتدقيق المالي للمرشحين. وفريق ثالث مرتبط بتأمين مندوبين. ورابع معنيّ بالتواصل مع الناخبين في لبنان وبلاد الاغتراب. وفريق خامس إعلامي مختصّ بإطلاق الحملة الإعلامية التي باشرت العمل. وسادس متعلّق بوضع البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ويرى الكتائب أنّ المعركة الانتخابية لم تعد قائمة بين ما كان يسمى قوى 8 و14 آذار، بل تتمحور حول بلد مقسوم بين طبقة سياسية حاكمة وقوى تغييرية بشكل عام، وسط العمل المستمرّ باتجاه توحيد قوى الانتفاضة رغم مواجهة عراقيل لجهة بعض المجموعات الرفضية. ويعوّل على أمل الناس بتحقيق التغيير وقدرتهم على فرز اللوائح الجديّة والتي تتمتَّع بالمصداقية، وفَصلها عن اللوائح المفبركة التي ستتألّف شكليّاً بغية ضعضعة التوجهات التي تمثّل التغيير على صعيد الدوائر الانتخابية. وتلفت المعطيات إلى أن المساعي الكتائبية تقوم على أساس تشكيل تكتّل كبير يتلاقى على العناوين الأساسية الكبرى، بما يضمّ نواب حزب الكتائب وحلفائه على امتداد الدوائر. على أن تعنى كلّ كتلة مصغّرة بالشؤون المناطقية والخاصة على صعيد المجموعات والشخصيات الحليفة.
وعلى صعيد الدوائر الأساسية التي تحظى بحضور بارز للكتائب، علمت “النهار” أنّ التواصل متقدّم مع النائب السابق غسان مخيبر الذي ثمة مؤشرات حول التوجه إلى دعمه من حزب الكتلة الوطنية على صعيد دائرة “جبل لبنان الثانية” – المتن الشمالي. ويتحالف الكتائب مع لوري هيتيان مرشحة حزب “تقدّم” عن المقعد الأرمني في الدائرة نفسها. وهناك توجّه لم يُحسَم حول تبنّي ترشيح الناشط سمير صليبا على اللائحة في المتن. وهناك تواصل قائم بين الكتائب ومجموعة “متنيون مستقلون” في وقت التشاور مستمرّ لإمكان انضمام الناشط سلمان سماحة إلى اللائحة الكتائبية، علماً أن هناك أكثر من إسم يعتزم الترشّح على صعيد مجموعة من الشخصيات المستقلّة تحت مسمّى “متنيون مستقلون”، في حال كان الاتجاه لترشيح شخصيات عدّة تمثّل هذه المجموعة عبر لائحة خاصة بها على صعيد منفرد. وتنفي المعطيات الاتجاه نحو التحالف بين حزب الكتائب والمرشّح ميشال الياس المرّ خلافاً لما أشيع على نطاق واسع، والذي يتّجه بدوره إلى خوض الانتخابات بالتحالف مع حزب الطاشناق في المنطقة.
ويُعتَبر النائب المستقيل نعمة افرام القطب الأساسي في تشكيل نواة اللائحة التحالفية مع الكتائب في دائرة كسروان – جبيل، حيث يترشّح الوزير السابق سليم الصايغ عن المقعد الماروني في كسروان. وعُلم أنّ هناك مشاورات قائمة لم تُحسَم بعد حول إمكان انضمام الناشط فراس أبي يونس ابن العاقورة إلى اللائحة، والذي يعتزم الترشّح عن مجموعة “لقاء تشرين”. ويُشكّل النائب المستقيل نديم الجميّل لائحة كتائبية في دائرة “بيروت الأولى”، حيث تظهر استطلاعات عدّة تقدّمه في المنطقة، وسط مشاورات عُلم أنها متقدّمة نوعاً ما مع أنطوان الصحناوي والنائب السابق جان تالوزيان. كما تستمرّ المشاورات مع الأصوات المؤيدة للراحل مسعود الأشقر في الأشرفية. ويبقى الانتظار قائماً في سبيل معرفة الاتجاه العام نحو خيارات المجموعات المحسوبة على الانتفاضة التي لم تحسم توجّهاتها على صعيد التحالفات الاتتخابية، في ظلّ بورصة انتخابية تتأرجح صعوداً أو هبوطاً لجهة الاتجاه الذي ستتّخذه هذه المجموعات على عاتقها لناحية التحالف مع سواها من الجبهات التي سَبَق أن تشكّلت على صعيد الدوائر الانتخابية المتنوّعة. وحتى اللحظة، يلاحَظ أنّ مؤشرات البورصة منخفضة لجهة بعض المجموعات التي تتمسك بشروط واعتبارات خارجة عن الاطار الوحدوي، في مقابل مؤشّرات بورصة مرتفعة لناحية مجموعات أخرى تنطلق من اعتبارات خوض الانتخابات على لوائح موحّدة.
