أطلق “مشروع وطن الانسان” المنصة الحوارية المرافقة لمحور البحوث والمنتديات، وحملت الحلقة الحوارية الاولى عنوان “لبنان بين تعددية الاديان والتلاعب الطائفي”، واستضافت مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ مالك الشعار، المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب والاب البروفسور جورج حبيقة.
تميّزت النّدوة بحضور شخصيات روحية ومدنية من عاصمة الشمال طرابلس كما من الجنوب والجبل وشخصيات إعلامية وناشطين ضمن المجتمع المدني، والمشرف على منسقية البحوث والمبادرات الدكتور حبيب مالك، والمشرف على منسقية الشؤون العامة السيد حسن الحسيني، وعضو هيئة الحكماء الدكتورة وفاء شعراني، والاعلامي ماجد ابو هدير، كما حضرت رئيسة المنتدى العالمي للحوار والانسانية باترسيا سماحة وعدد كبير من الاختصاصيين والناشطين ضمن “مشروع وطن الانسان”. وتميّزت بحضور كبير ومشاركة عبر تطبيق ZOOM.
أدارت الحوار المتحدثة باسم “مشروع وطن الانسان” الاعلامية امال الياس، التي أكدت ان هذه الحركة ولدت من رحم الازمات المتتالية وهدفها “سعادة الانسان” مع كل ما تتطلبه من عمل في المجالات كافة من اجل استعادتها، فيطمئن الناس الى حقوقهم المكتسبة ويقبلون بواجباتهم، مما يبقي لبنان وطن الانفتاح والحرية ويجعل منه بلد الازدهار والتطور والحداثة.
المفتي الشيخ مالك الشعار دعا الى تناول قضية لبنان الحاضر، انطلاقاً من نظرة المؤسسين وعلى رأسهم البطريرك الياس الحويك الذي أراد لبنان كبيراً بما يكفي كي يحتضن الجبل والشمال والبقاع، المسيحيين والمسلمين. وقال الشعار يكفي أن نؤمن أن لبنان خُلق وطنا للانسان وسيبقى، واعتبر ان الاديان والثقافات لم تكن يوما السبيل للعداء او الكراهية. وختم داعيا الاسلام الى عيش اسلامهم بإنسانية والمسيحيين الى عيش مسيحيتهم بإنسانية فتتقدم الاخوة الانسانية ويحل العدل وتستوي الامور مهما كثر الطغاة والظالمين.
المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب دعا الى ان يسأل كل واحد منا اي لبنان نريد، هل لبنان الطائفة والمذهب والزعيم أم لبنان الانسان، واشار الى ان الانسان اللبناني يعيش وجعا كبيراً وغربة عميقة سببهما استغلال الزعماء للطائفية التي يغذونها عمداً كي يرفعوا انفسهم، داعيا جميع الناس الى ان يلجأوا لاستعادة الوطن وأنفسهم. المفتي طالب شدد على ان الانتخابات النيابية المقبلة هي محطة أساسية كي يعبر الناس عن تعبهم وان يمتنعوا عن التصويت لمن اتعبهم وان يعطوا أنفسهم فرصة للتغيير. ودعا في توصيته الى “مشروع وطن الانسان” الى أن يتم العمل على إنقاذ لبنان، من خلال تأسيس برنامج تعليمي جديد يأخذ بعين الاعتبار البعد الانساني والوطني.
الأب البروفسور جورج حبيقة طرح مقاربة التنوع وانعكاسها الايجابي على بناء وطن. وتطرق الى الفلسفات الغربية وخصوصا اليونانية التي رأت في تنوع الجسم البشري أساساً للحياة والاستمرارية. وهكذا هو لبنان، قال حبيقة، تنوعه وضعه على منصة عالمية ويستحيل أن نقبل بأن يتغيّر هذا الموقع. ولفت الى أن موقع لبنان هو التنوع الايجابي، والكلمة الحرة والصادقة التي نعالج بها امورنا ونحضر لانسان جديد، وإذا سقطت هذه الكلمة فهذا يعني الهزيمة النكراء. وبتوصيته، دعا الى العمل مع كل الارادات الخيرة والجهات الصالحة للحفاظ على صورة لبنان التنوع، وتقبل الاخر والانفتاح والابقاء على الرجاء، مستشهدا بكلام الموفد البابوي غالاغير الذي عبر خلال زيارته لبنان عن إعجابه بفرادة هذا البلد وسحر تنوعه على رغم المآسي.
وفي الختام أجاب الضيوف على اسئلة ومداخلات الحضور، وكان ابرزها الرد على سؤال حول طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للحياد، فكان تأييد من المفتي “الشعار” والمفتي الجعفري “طالب” لطرح “الحياد” حفاظاً على لبنان وعلى صورته وسيادته. كما وأيد الضيوف الدعوة الى مؤتمر دولي ينقذ لبنان مما يتخبّط به.