محاولات حثيثة تجري داخل أروقة قوى المجتمع المدني في دائرة بيروت الثانية لتوحيد لائحته للانتخابات المقبلة وتمتين وضعيّتها وحضورها. في هذا الإطار التقى أحد أبرز العاملين على خط توحيد اللائحة في بيروت الثانية بالسفير نواف سلام أثناء تواجده في بيروت.
تشير المعلومات عبر موقع “أم تي في” الى أن سلام اتفق مع من التقاه بأن يعطي قراره النهائي بخصوص ترشّحه خلال أسبوعين كحدٍّ أقصى.
وينتظر المجتمع المدني ردّ سلام النهائي حيث لا يخفي ناشطوه رغبتهم بترؤسه للائحة في بيروت الثانية لاسباب عدّة تتخطى تأثيراتها بيروت نفسها.
على صعيد بيروت الثانية، من الواضح أن ترشيح سلام سيُعطي لائحة المجتمع المدني دفعًا قويًا، كونه كان من المرشحين البارزين لرئاسة الحكومتين في فترة ما بعد 17 تشرين. حضور سلام الفاعل دوليًا وخبرته واسمه تعتبره قوى المجتمع المدني الجاذب الأكبر للناخب البيروتي، وتعوّل على أن ينجح سلام بتأمين حاصل أو حاصلين اضافيين للائحة في بيروت.
خارج بيروت، هناك فكرة تقول إنّ تواجد سلام كمرشح للانتخابات سيعطي دفعًا للوائح “الثورة” في مختلف المناطق لا سيما “السنية” منها، كون واقعها يفيد أن نسبة التصويت فيها ستتراجع في الاستحقاق المقبل لسببين، الأول غياب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والثاني عدم بروز بديل فعلي يحمل مشروعًا حقيقيًا على صعيد كل لبنان.
من جهة ثانية، قد يدفع ترشيح سلام إلى شد عصب القوى المواجهة للائحته، وتحديدًا لائحة الثنائي الشيعي. فقبل ترشيح سلام لم يكن لدى هؤلاء خصم فعليّ. ورغم أن النائب فؤاد المخزومي يصعّد تجاه حزب الله وحلفائه بشكل شبه يومي، إلّا أنّهم لا يرون فيه صاحب مشروع مؤثّر في بيروت أو على صعيد لبنان، بينما سيشكّل ترشيح سلام حافزًا لدى الشارع المناوئ من أجل التصويت بكثافة أكبر لمحاولة الحدّ من قدرات لائحة السفير المدعوم دوليًا.
وتقول مصادر متابعة لـ «الجريدة» الكويتية، إن سلام تلقى دعوات من جهات سياسية ومدنية طالبته بالعودة إلى لبنان والعمل على التحضير لخوض الانتخابات النيابية، مضيفة أن سلام عقد بالفعل لقاءات مع شخصيات سياسية وجمعيات وبحث في كل التطورات على الساحة اللبنانية، لكنه لم يحسم أمره بعد أو يعلن أي موقف حتى الآن بشأن الانتخابات وخوضها.
وتشير المصادر إلى أن الأيام المقبلة يفترض أن تتحدد معالم التوجه السني للمرحلة المقبلة، وكيفية التحضير للانتخابات، ونسج التحالفات الانتخابية.