أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى أن “التحديات التي تواجه البلاد تحتّم الالتفاف حول مؤسّسات الدولة وفي طليعتها المؤسّسة العسكريّة”.
وقال خلال عظة الأحد، “لا ننفكّ نطالب بإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها الدستوريّ المحدّد في الخامس عشر من أيّار المقبل. وندعو إلى المشاركة فيها بكثافة من الناخبين اللبنانيّين في لبنان وبلدان الانتشار. والهدف خلق واقع جديد في البلاد يحدث تغييرًا في الاتّجاه الصحيح البنّاء والوطنيّ الحضاريّ. نقول هذا في وقت تكثر فيه فذلكاتٌ تمهّد لإرجاء الانتخابات عوض أن تتكثّف التحضيرات لحصولـها. ولقد أثار ذلك أصدقاء لبنان، فسارعوا إلى إصدار بيانات صارمة تحذّر المسؤولين اللبنانيّين وغيرهم من التلاعب بمواعيد الانتخابات: من إعلان جدّة والمبادرة الكويتيّة ومؤتمر وزراء الخارجيّة العرب، مرورًا بالأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدوليّ والفاتيكان، وصولًا إلى الاتّحاد الأوروبيّ والمجموعة الدوليّة لدعم لبنان. وهؤلاء كلهم نادوا بضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، جميع هذه الدول والمرجعيات تعرف أنّ الانتخابات، أكانت نيابيّةً أو رئاسيّة، هي ممرٌّ حتميٌّ لعودة لبنان دولةً محترمةً. ولكم نأمل بأن يدور محور المشاريع الانتخابيّة حول: معالجة القضايا الاجتماعيّة والاقتصاديّة، حياد لبنان، عقد مؤتمر دوليّ، اللامركزيّة الموسّعة، حصر السلاح بالجيش، وتنفيذ القرارات الدوليّة.
— Jbeil District _ قضاء جبيل (@JbeilDistrict) February 13, 2022
واستطرد، “هذه العناصر، تشكّل، من دون شكّ، خريطة الطريق لإنقاذ لبنان، واستنهاض دولته، وإعادة الكرامة للشعب، وحماية الوحدة اللبنانيّة، وصون علاقات لبنان مع ذاته ومع الدول العربيّة والدوليّة. إنّ التغاضي عن هذه الأمور الأساسيّة طيلة سنوات هو الذي أدّى إلى ما نحن عليه اليوم، هذا الوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدّمة. ليس بالمساومات والتسويات اليوميّة تحفظ الشعوب مستقبلها في أوطانها وبين الأمم. من علامات الأمل أن قد بدأت تتكوّن مواقف علنيّة تدلّ على اهتمام الدول الشقيقة والصديقة بإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية في إطار الشرعيتين اللبنانيّة والدوليّة. فعسى أن تتجاوب الدولة اللبنانيّة جدّيًا مع الطروحات البنّاءة، فلا تلتفّ عليها لتمرير الوقت وإضاعة الفرص”.
ورأى أن “التحديّات التي تواجه البلاد تحتّم الالتفاف حول مؤسّسات الدولة الرئيسية وعدم التشكيك المغرض بها، وفي طليعتها الجيش اللبنانيّ. فالجيش هو ضمان السيادة والأمن والساهر على السلم الوطنيّ. ولا بد هنا من أن نشكر جميع الدول التي توفّر لهذه المؤسّسة العسكريّة الوطنيّة المساعدات والتجهيزات ليكون قادرًا على مواصلة القيام بدوره، خصوصًا في المرحلة المقبلة التي تستدعي ضبط الأمن في الاستحقاقين الانتخابيّين على كامل الأراضي اللبنانيّة”.