بعد أقل من شهرين تشهد الرابطة المارونية استحقاقًا انتخابيًا ، هذا الاستحقاق الذي من المفترض أن تطوى معه صفحة من الانكفاء والتقوقع والانطلاق من جديد مع لجنة جديدة ، اذا ما قدر لهذه الرابطة أن تنتفض كطائر الفينيق.
فالرابطة التي يبلغ عمرها هذا العام السبعين عاماً، يجب ان تعود الى جذورها وان تقوم بدورها الذي قامت على أساسه.
ففي 19 آذار 2022، يتوجه أعضاء الرابطة الى صندوق الاقتراع لانتخاب رئيس من أصل ٣ مرشحين، واعضاء للمجلس التنفيذي.
التحضيرات للعملية الانتخابية مستمرة، وسط جولات واتصالات معلنة وغير معلنة، لبلورة اللوائح والتحالفات. كذلك، تواكب هذه الخطوات عمليات استطلاع لتحديد الأحجام، يواكبها “بوانتاج” دقيق.
وعلم إن ثلاثة اسماء تتحضر لخوض غمار انتخابات الرئاسة وهي: السفير السابق خليل كرم، المرشّح السابق لرئاسة الرابطة غسان خوري، والمحامي بول يوسف كنعان.
وتحدثت المعلومات ان السفير كرم، يحظى بدعم من الرئيس الحالي للرابطة النائب السابق نعمة الله أبي نصر، الذي وعلى الرغم من أنه يؤكد للمرشحين أنه على الحياد وعلى مسافة واحدة منهم، الاّ أن الوقائع تشير الى انه يجري اتصالاته لمصلحة كرم الذي هو نائبه في المجلس الحالي للرابطة.
أما المرشح الاخر لرئاسة الرابطة غسان خوري، يواصل اتصالاته منطلقاً من نتائج صناديق الاقتراع في الانتخابات السابقة للرابطة. معوّلا على أن يحظى بـتأييد من كانوا الى جانبه في الدورة السابقة ليكون مرشّحاً قادراً على المنافسة الفعلية.
كنعان
وفي هذا الاطار، التقت وكالة “الاحداث٢٤” المرشح لرئاسة الرابطة المارونية المحامي بول كنعان الذي لفت الى أن الرابطة المارونية تستعد لإنتخابات ديمقراطية”، وهدفنا العمل معًا من أجل إعادة حضور الرابطة المارونية الى الرأي العام ، بعد تقوقعها لفترة من الزمن، وكلنا يعلم كم كان حضور الرابطة، في السابق، فاعلًا على الصعيد الوطني عمومًا والماروني خصوصًا ، وهدفنا أن تكون الرابطة في الصدارة وتبادر لتكون السباقة في الدفاع عن الكنيسة المارونية وسيد بكركي عندما يتعرضان لأي إعتداء ، فتتلقى هي السهام وتحاول أن تعالج وأن تكون صلة الوصل بين الجميع مسيحيًا ووطنيًا. وهذا أمر نطمح أن يكون من أساس عملنا كلائحة، وأنا شخصيًا مرشح لرئاسة المجلس التنفيذي للرابطة المارونية مع مجموعة نأمل أن تأخذ ثقة الهيئة الناخبة، وبعد إتصالات أجريتها مع أكثرية القيادات التي لها علاقة بالرابطة وعدد من الأعضاء نحن مستمرون بهذا الترشح ونأمل أن تكون نتيجة الانتخابات ايجابية وتعود بالخير لمصلحة الرابطة والطائفة ومصلحة لبنان.
وتمنى كنعان “عدم حصول أي تململ أو اعتكافات في الرابطة”، مشيراً الى “أن لائحته تتألف من فريق متجانس”.
وأعرب عن أمله في” أن تفوز اللائحة بكامل أعضائها كي يبقى الفريق متضامنًا”، مشيرًا الى “أنه وبناء على استطلاعات للرأي ، فإن لائحتنا هي في الصدارة، وذلك طبعًا بكل محبةٍ وإحترام لجميع المرشحين الذين تربطنا بهم علاقة جيدة”.
وقال:” نحن نرى أن مشروعنا هو الذي يجب أن يطبق في هذه الفترة، كي نصل الى الهدف الذي نصبو اليه، فلا يجب أن تكون الرابطة كالذين يتوقفون عن عملهم بعد بلوغهم سن التقاعد، ولا أن تكون كالذين لا يهتمون بها ولكن ليس لديهم أي أمر آخر للعمل عليه، بل إن الرابطة هي بموقع مهم جدًا وتحتاج الى عملية إنقاذ ونأمل ، كمجموعة، ومن خلال علاقاتنا المتينة والكثيرة على مختلف الصعد المسيحية واللبنانية وحضورنا البارز أن ننجح بوضع الرابطة بمكان تربط الجميع ببعضهم وأن نوصل رسالة جمع ودون مناحرات، ونحن نرى أنه من المهم جدًا ألا يكون للمجموعة التي تنجح أي طموحات شخصية أو حتى أي ارتباط بأحد بهدف إستغلالها وتنفيذ مشاريع من خلالها، وأنا زرت جميع رؤساء الأحزاب المسيحيين الرئيسيين وتمنيت عليهم تأييد مشروعنا وليس الأشخاص، وعدم ترك المجال لأي خلاف.
أضاف:”يجب تحييد الرابطة عن الخلافات الحزبية، ويجب علينا أن نترك ميولنا السياسية خارجًا وندخل الى الرابطة بهدف الجمع الذي ينقصنا مسيحيًا في هذه الفترة، وطموحنا أن نكون صلة الوصل بين الجميع على الرغم من كل السهام والهجومات التي قد تتوجه إلينا، فمهمتنا مساعدة البطريركية والكنيسة وان نكون الجهة التي تتلقى السهام الموجهة الى بكركي، فمثلًا عندما حصلت أحداث الطيونة كان من المفترض أن تكون الرابطة المارونية ،التي هي المؤسسة الأم لكل المؤسسات والجمعيات المارونية، موجودة على الأرض، وأن تتواصل مع جميع الأطراف الشيعية والمسيحية وكل الأحزاب من دون أن يكون لديها عقدة مع أحد، ولكن وللاسف اضطر البطريرك الراعي أن يتحرك هو شخصيًا ليقوم بهذا الدور نظرًا للفراغ الحاصل. وعلى الرغم من كل الإنتقادات، فقد تمكن من وأد الفتنة في مهدها من خلال مبادرته.
وتابع:” الرابطة المارونية بحاجة اليوم الى تنشيط وتحسين وتطوير من خلال وجوه جديدة شابة وحركة جديدة، ونحن عملنا على هذه الملف لأكثر من ١٠ سنوات ورأينا أنه في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان، علينا التحرك من خلال هذه المؤسسة، واتخاذ الموقف اللازم والعمل الجاد والمساعدة والدعم على قدر الإمكان، ولا يجب أن تدخل السياسة في كل شيء، فهناك أمور أهم ويجب التفكير بها والعمل عليها بطريقة جماعية وليست فردية”.
وأكد كنعان أنه “على تواصل دائم مع جميع الأطراف السياسية، والأحاديث التي طرحها معهم ممتازة جدًا، لافتاً الى أنه “حزب الكتائب اللبنانية يعتبر نفسه حزبًا مدنيًا وليس طائفيًا ونأى بنفسه عن هذه الانتخابات، ونحن نكن لرئيس الحزب وللرئيس أمين الجميل كل الإحترام، علمًا اننا نحرص على إيصال مشروعنا الى الأحزاب لا ان تتدخل هذه الاحزاب في الانتخابات. وقريبًا سنعلن مشروعنا الانتخابي في لقاء إعلامي ونعتقد أنه سيحظى بإعجاب جميع الذين يفكرون وطنياً ومسيحياً، بالإضافة الى أن جميع الأطراف السياسية المسيحية أُعجبت بالمشروع وتلقينا منهم الملاحظات وأخذنا بها وعدلنا ما يجب تعديله، ونحن على استعداد للاستماع الى مختلف الاراء.
وعن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من هذه الانتخابات، قال كنعان أنه لا يعلم موقفه على الصعيد الشخصي، مشيرًا الى أن علاقته برئيس الجمهورية جيدة ولكن لا علاقة لذلك بالانتخابات. وأنا أعلم أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، والرابطة المارونية تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على المقام الرئاسي وكل المقامات المارونية الكبرى، وكرئاسة جمهورية ليس لدي العلم إن كانت تتدخل بهذه الأمور، ومن الممكن أن يوحي بعض الأشخاص بحصولهم على دعم الرئاسة، ولكن إنني أرى أن موقع الرابطة المارونية هو موقع جامع على غرارموقع رئاسة الجمهورية .
ورداًعلى سؤال، اعتبر كنعان “أن الأسماء التي طرحت لمنحها الأوسمة التكريمية هي تستحقها بكل جدارة”.
وأضاف :”لقد حان الوقت، كي نفكر كموارنة بطريقة جماعية ومسالمة، فنحن من أسسنا لبنان وسنعمل على عقد أكثر من خلوة في دير مار يوحنا مارون الذي يعني لنا الكثير ، مع أشخاص مرّوا في الحرب والسلم والأيام الصعبة خصوصًا أولئك الذين كان لديهم مواقع مهمة في مرحلة الحرب كي يعطونا شهادة حية عما حدث معهم ويقولوا لنا ما هي الأمور الصحيحة والخاطئة التي حصلت آنذاك، كي نحصل من خلال ذلك على نتيجة عن كيفية التفكير، وبعد ذلك سندخل في كل المواضيع تباعًا، كالإعلام، التعليم، الصحة وغيرها، وننتج مشاريع وملفات نقدمها للبطريرك الراعي ومجلس المطارنة كي يطلعوا عليها ويستفيدوا علميًا وفكريًا وثقافيًا ووطنيًا منها، ونحن مستمرون بمشروعنا مهما كانت نتائج الانتخابات”.
ولفت الى أنه “أطلع البطريرك الراعي على مشروعه الإنتخابي”، وقال “إنني أعتبر الصرح البطريركي يمثل حضوري وكياني وإستمراريتي، ومن خلال قربي منه، أعلم حاجات الصرح البطريركي وكيفية دعمه ومساعدته ومساعدة سيده كي يحافظ على مكانته الوطنية”.
وردًا على سؤال، لفت كنعان الى أن “البطريرك الراعي لم يطلب مني الترشح”، مشيرًا الى “ان البطريرك على مسافة واحدة من الجميع”، وقال:” نحن من جماعة الالتزام والطاعة ونحن موجودون دائماً الى جانب سيدنا وفي كل حين”.
وفي الختام ، تبقى كلمة الفصل لصناديق الاقتراع لتنتخب المشروع الذي تراه الافضل لمصلحة الموارنة خصوصًا ولبنان عمومًا ، علّ تعيد اللجنة المقبلة للرابطة حضورها ورونقها على الساحة اللبنانية.