أعلن أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، عبر موقع mtv منذ أسبوع، أنّ تحالفات حزبه الانتخابيّة قد تختلف عن تحالفاته السياسيّة. بعد أيّامٍ من هذا الإعلان، تُرجم الموقف على أرض الواقع.
لن تشهد انتخابات ٢٠٢٢ النيابيّة تحالفاً بين التيّار الوطني الحر وحزب الطاشناق. هذا ما أبلغه بقرادونيان الى رئيس “التيّار” النائب جبران باسيل، “الذي أبدى تفهّماً لما سمعه”، وفق ما ذكرت المعلومات.
درس الطاشناق الواقع الانتخابي في دوائر المتن وبيروت الأولى وزحلة، حيث المقاعد الأرمنيّة الستّة، وثبُتَ لديه أنّ من مصلحته أن يعقد تحالفات مختلفة بين منطقة وأخرى، ما يؤمّن له رفع عدد نوّابه من ثلاثة الى أربعة.
وعليه، سيعمل الطاشناق على تشكيل لائحة في المتن يكون عرّابها، وتؤمّن له الفوز مع مرشّحٍ آخر، وقد سبق أن أشرنا الى احتمال ولادة مثل هذه اللائحة في مقالٍ نشره موقع mtv أول من أمس الإثنين.
أما في بيروت الأولى، فسيتحرّر الطاشناق من التحالف مع “الوطني الحر” في دائرة حسّاسة يملك فيها منافسين أقوياء، هم جان طالوزيان وبولا يعقوبيان، بالإضافة الى جهاد بقرادوني الداخل حديثاً الى السباق. التحالف مع “التيّار” في هذه الدائرة المتضررة من الانفجار سيشكّل عبئاً، خصوصاً أنّ اللائحة البرتقاليّة ستتعرّض لهجماتٍ شرسة.
أما في زحلة، فسيسعى الطاشناق الى إيصال مرشّحه، علماً أنّ الأمر لن يحصل إذا تحالف مع “الوطني الحر”، إذ لن يؤمّن هذا التحالف حاصلاً. أما إذا انضمّ الثنائي الشيعي الى التحالف، فسيستفيد النائب سليم عون وليس الطاشناق الذي يملك مصلحةً مع المرشّح السنّي الذي سيحصل على عباءة تيّار المستقبل غير الرسميّة، أو مع النائب ميشال ضاهر.
هي المرة الأولى التي يبتعد فيها الطاشناق انتخابيّاً عن التيّار الوطني الحر منذ العام ٢٠٠٥. تأثير الانفصال في المتن لن يكون كبيراً. التأثير الأكبر في “بيروت الأولى”. إلا أنّ الأمر يشكّل مؤشّراً، خصوصاً أنّ عدم التحالف يعني حكماً خروج الطاشناق من تكتل “لبنان القوي”، وإن نجح بقرادونيان ونائباه في الإبقاء على تمايزهم داخل التكتل في استحقاقاتٍ كثيرة.