27.8 C
Byblos
Friday, September 20, 2024
أبرز العناوين"مصالحة معراب" ونكبة مصالح التيار

“مصالحة معراب” ونكبة مصالح التيار

ليبان صليبا

لا شك أن “مصالحة معراب” ستبقى أحد أهم المحطات ربما منذ إعلان “لبنان الكبير” نظراً للأثر الكبير الذي تركته على مسار الأحداث، هذه المصالحة لا مكان للوسط فيها، فلا كان يمكن أن تكون نصف مصالحة تتوجّها مصافحة من دون تأييد ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، كما لم يكن ممكناً أن تكون نتائجها وسطية، فالمصالحة بكامل مندرجاتها نجاح استراتيجي باهر، أما المصالح الخاصة، فنكبة شاملة كما رأينا من دون أن يعترف العهد وتياره الذي يستمر في المكابرة بمسؤوليته.

المصارحة حصلت بين القطبين ميشال عون وسمير جعجع مع حفظ الألقاب والمصالحة كان يجب أن تحصل بينهما بشخصيهما، وهذا ما حصل، وهي مباركة وختمت جرح الماضي بين قوتين تشكلان السواد الأعظم من المسيحيين. المصالحة نجحت في فترة قصيرة حققت خلالها الكثير من استعادة الدور وتحقيق التوازن الوطني، في بداياتها، حاول الجميع قطف ثمارها، حتى المعارضين لها أرادوا دخول جنّة المصالحة سعياً خلف المصالح، الكثيرين “دلّيناهن عالمصالحة سبقونا عالبواب” فدعموا العهد وترشّحوا على لوائح العهد والتحقوا بالتيار.

من يحقّ له أن يرجمنا بحجر أو بحجة؟ أي فريق من اللبنانيين لم يسعَ لمسايرة الجنرال ولم يمنحه ما يشاء، وأكثر، في وقت كانت القوات وحدها في المواجهة وتحذّر وتنبّه من مغبّة المسايرة. لقد حصد التيار في الحكومات والتعيينات قبل عهد الرئيس عون أكثر مما حقق خلال عهده، تذكّروا، من أخّر تشكيل حكومات، من أسقط حكومة الحريري، من منع انتخاب رئيس جمهورية، من ومن ومن… واللائحة تطول فتطال كل مفاصل الدولة. ليست “مصالحة معراب” من أوصلت لبنان إلى هذا الدرك، بل النهج السلطوي المتّبع، وهذا الإنهيار كان سيحصل لا محالة، حصل في عهد عون ولو حصل في عهد آخر كان ليكون أقل أو أكثر بنسبة ضئيلة ولكنه كان محتماً، فلا تلوموا مصالحة معراب للتغطية على نمط فاشل في إدارة الدولة، نمط التحق به التيار وتربّع على عرشه لأن الآخرين كانوا يريدون السترة.

نحن أيّدنا انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد طرح إسم سليمان فرنجية، نعم صحيح، ولكن كتلة القوات اللبنانية بنوابها الثمانية لم يكن بمقدورها إيصال عون إلى بعبدا. نحن الطرف الوحيد الذي مارس المعارضة ليس للعهد، بل للنهج القاتم القائم في ممارسة الحكم، نحن لم نخلق الحالة العونية، نحن أردنا لها أن تنجح وتفي بوعودها وقدمنا نموذجاً رائداً بشفافيته في ممارسة السلطة علّ وعسى أن تقتدي سائر الأطراف به على طريق بناء دولة مؤسسات، فينجح العهد وننجح جميعنا.

أختم بالدعوة لمتابعة خطاب العهد والتيار الوطني الحر اليوم، يمسكون السلطة ويمارسون أسوأ نماذج الحكم، ويوزّعون الفشل على جميع الآخرين وينفون أكثريتهم النيابية وفيما يملكون ثلثاً وزارياً يعتبرون أنفسهم معارضة. رغم المآسي، لو لم يكن العماد عون رئيساً لكان صهره اليوم زعيم المعارضة والثورة ولتربّع غداً على كرسي بعبدا رئيساً، لقد دفع لبنان ثمناً غالياً لإسطورة الحالة العونية، ودفعنا جميعنا ثمن سقوطها، إذا كان هناك من خطأ في انتخاب العماد ميشال عون، فهو أننا وصلنا متأخرين، ليته حقق أمنيته مسبقاً، لكان الثمن أقلّ بكثير، فكفى ادعاءات واتهامات ورمي مسؤوليات، فنحن أيضاً لدينا الكثير لنقوله مما لم يرد في هذه المقالة، ولكننا نتحلّى بقدر كبير من المسؤولية تجاه الشعب اللبناني الذي ينظر وننظر معه إلى الأمام، إلى الأمل، إلى ما بعد أربعة أشهر من الآن، ليس لتغيير عهد فحسب، بل لنفضة نهج من أساسه.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!