27.8 C
Byblos
Friday, September 20, 2024
جبيلياتعقل طنّوس الحلو ...من أرجح العقول وأحلى الوجوه

عقل طنّوس الحلو …من أرجح العقول وأحلى الوجوه

بقلم-الإستاذ غانم اسطفان عاصي

واستيقظت صباح اليوم الأخير من سنة معفّرة، ماحلة، قاحلة،فاسقة، فاسدة وقاسية على شهادة قلم الأستاذ والصديق والوفي مجيد القدوم وهو يزفّ شخصا مميزا الى السماء، يزفّ الأستاذ عقل طنوس الحلو متدثّرا بمزاياه مغسولًا بأوصافه معجونًا بأنسانيّته ومحمولًا على راحات المجد.

لقد عرفنا تلك الإبتسامة، وقرأنا تلك السيرة، وتتبعنا تلك النشاطات والمسيرة، منذ ريعاننا وبزوغ يراعنا، عبر تلك العلاقة التي تربط :ضيعتينا كما عائلتينا،لا بل عبر مجالساتنا في مناسباتنا ومناسبات حصرايل لذلك المرجع الوالد والمربّي والمفكّر “طنوس عقل” ، الذي طالما تباهى بعلاقته معنا، وإعتباره المرحوم جدي” جوان حصارات” مثالًا في العمل الإجتماعي الرائد، وبالتالي وصفه له “برائد الإشتراكية في بلاد جبيل” ومن دون أن يدري.

وهكذ فهو ابن ذلك البيت العريق في جبيلنا، وهو نسيب المناضل “فرجاللّه الحلو” وأيضا الصحافي” يوسف خطار” ….إنه البيت الذيز تخرّج من جامعته الإنسانيّة” الاشخاص المجلّين وفي شتّى المجالات ، حيث تركوا بصماتهم الموسومة على كلّ الخدمات التي قاموا بها، والمسؤوليات التي تولّوها، سواء في رئاسة ناد من أعرق أندية بلاد جبيل،على ما تشهد له طابات الزمن الجميل، وتتغنّى به أيام مواسم العز، ونستذكر في حصاراتنا تلك التغطية والمرافقة الشعبيّة المحبّبة لتلك المهرجانات والمباريات…أمّا رئاسة البلدية، فلا نزال نستذكر أول معركة أنتخابيّة بلديّة، بقساوتها وحماوتها،بإندفاعتها وحماستها والتي أنتجت مجلسًا بلديًا فاعلًا برئاسة أروع الفعلة، وأرجح العقول وأحلى الوجوه:عقل الحلو، وهو رجل مجتمع من الطراز الرفيع، وواحد من رجال الفكر المتواضعين، ولاعب رياضي وتشهد له الملاعب والواحات وهو من “الأوادم” وتشهد له الوقفات والساحات، فلم يسير على خطى بعض زعماء هذه الأيام، إذ أنّه زاول الرياضة بحماسة واحتضن الأدارة بدماسة، ولم يتلاعب يوما بمصائر الناس أو يتاجر مرّة بلقمة عيشهم،

كلّما التقيته في مناسبة كانت الإبتسامة تسبق التحيّة، والطمأنينة الملفوفة بالكلمات الرصينة تحلّق في أجوائنا الفارحة أو الحزينة، وكانت مشاركته لي برفقة إبنه الأستاذ أيمن في توقيع كتابي “وجوه وكلمات” لفتة وفاء وقيمة فكريّة، لا أستطيع إلّا أن أقابلها بوفاء وإن منعني جور الغياب المبكر من التوقيع في زمن الأفراح، ليجبرني زمن فراق الأحبّة ووداع المميّزين الذين لا ولن يعوّضوا، من أن أضيف وجها آخر الى كوكبة من الوجوه الناشطة والدامغة والحاضرة أبدا في الذاكرة كما في البال ، فتزداد صفحاتي وهجًا وتزدان كلماتي بإشراقات مضيئة وومضات إنسانية وإن كانت مدوّنة بيراع حزين، وتبقى العبر ترافق العبرات، ويبقى الوجع يرافق الوداع، نعم أنه وداع صهر ضيعتنا،” فأهلا بمصاهرة” زادتنا وزدناها معنى وقيمة ووثقت أواصر علاقات ضيعتينا أكثر وأكثر في مباركة ومرافقة من العم

” حبيب سركيس” الذي توزعت محبته وحياته المديدة بين حصرايل ، ولكم تطيب مجالسة ذلك”الطويل العمر” والعاشق للكلمة والمثقّف بالفطرة.

ونحن نطوي سنة ونستقبل أخرى، نطوي صفحة مميّزة من كتاب معارفنا ورجلًا مميّزًا رحل في زمن مميّز.

ولنا على الأرض ومن مسيحيتنا الرجاء، وللأهل والأصدقاء العزاء ،وللسماء الزهو والبهاء.

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!