أوضحت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أن موضوع التحقيقات في انفجار المرفأ “مهم جداً بالنسبة إلى الأمم المتحدة والمطلوب استقلالية القضاء واحترام القانون للوصول إلى نتائج ملموسة لأن الضحايا وأسرهم يستحقون الحقيقة والعدالة”، داعية الحكومة اللبنانية إلى الالتئام، ومشددة على أن “على كل السلطات وضع مصلحة الشعب اللبناني فوق كل اعتبار، وإذا حصل ذلك فإنه سيستقطب اهتماماً أكبر من المجتمع الدولي”.
وأكدت، في حديث ضمن برنامج المشهد اللبناني مع الإعلامية ليال الاختيار على قناة الحرة، أن الأمم المتحدة بذلت جهداً لبناء “منتدى للانتخابات بالتعاون مع وزارة الداخلية وهذه نتيجة ملموسة. وهذا المنتدى سيكون مكاناً للقاءات وكذلك لمواكبة الانتخابات بوجود ليس فقط السلطات اللبنانية ولكن كذلك المجتمع الدولي، وهدفه التشجيع على إجراء الانتخابات بالتنسيق مع السلطات، ومن خلال هذا المنتدى سنقدم كذلك مساعدات تقنية من الخبراء الذين حصلوا على خبرة ممتازة في الانتخابات من ال ” UNDP” “.
وقالت: “أولوية الأمم المتحدة حالياً في لبنان هي، الاستقرار، الإصلاحات، أن تكون مؤسسات الدولة قوية، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووفقاً للدستور”.
وأكدت أهمية تطبيق القرار 1701 ومعالجة مسألة السلاح الموجود خارج سلطة الدولة، وقالت “إن الحل يجب أن يأتي من لبنان وعلى السلطات اللبنانية بذل الجهد لحل هذا الموضوع داخلياً”.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان بإمكان لبنان أن يتعامل مع ملف بحجم معالجة مسألة سلاح حزب الله أجابت: “إن الأمم المتحدة تبذل جهوداً لتعزيز مؤسسات الدولة ودعمها مثل الجيش اللبناني وهذا أفضل طريق لتنفيذ هذا القرار”، مؤكدة أن “الجيش اللبناني بحاجة إلى دعم ومنذ آب/أغسطس الماضي تم بذل جهود دولية في هذا المجال من خلال المؤتمر الدولي الذي عقد برعاية فرنسا”. أضافت: “نحن كأمم متحدة، نبذل جهوداً لإيجاد إطار جديد لتوفير الدعم المالي للجيش اللبناني”.
وأكدت فرونتسكا “الاهتمام الكبير للمجتمع الدولي بلبنان والرغبة بمساعدته على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة”. وقالت: “نحن في الوقت نفسه بحاجة إلى شراكة من الطرف اللبناني بحيث تنفذ الحكومة قراراتها”، مؤكدة أنها في كل لقاءاتها تركز على موضوع تطبيق الإصلاحات وأهمها إصلاح قطاع الكهرباء وإعادة هيكلة المصارف ومعالجة موضوع سعر صرف الدولار. وتحدثت عن نقطة إيجابية في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وهي أن “الفريق اللبناني حصل على خبرة جيدة في هذا المجال ويستطيع أن يناقش كل هذه التفاصيل مع صندوق النقد”، مضيفة أن “هناك مفاوضات ستكون مباشرة مع الصندوق في مرحلة مقبلة وهذه المفاوضات يمكن أن تغيّر الجو ومناخ الاستثمار في لبنان”. وأشارت إلى أن “بناء الثقة يكون بإشراك كل مكونات المجتمع اللبناني على مستوى السلطة والحكومة والبرلمان، ولكن في الوقت نفسه مع المجتمع المدني”. وشجّعت الحكومة اللبنانية على أن تكون حكومة تنفيذية وتعمل، وقالت: “لا نستطيع أن نضيّع الوقت، والسرعة هنا مهمّة”.
وعن هدف الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان بعد أيام قالت فرونتسكا إنها تحمل رسالة تعبّر عن الاهتمام بالاستقرار في لبنان وفي الوقت نفسه الاهتمام بالإصلاحات في كل المجالات، موضحة أن الأمين العام للأمم المتحدة سيعلن قريباً عن جدول زيارته.