27.8 C
Byblos
Friday, September 20, 2024
متفرقاتغربة في الوطن ام وطن في الغربة؟

غربة في الوطن ام وطن في الغربة؟

كتبت الدكتورة علا القنطار على صفحتها عبر الفايسبوك  : أول ما فقدته في الغربة هو اسمي “علا”

في صراعنا لأجل البقاء هجرنا الوطن ولكننا لا نعلم مَن هجر الآخر نحن أم الوطن؟ هل بتنا غرباء في وطن للايجار؟! هل نفقد جذورنا في أرض كانت ملجأنا الوحيد ؟!

هل بعنا الوطن ام الوطن باعنا أم أننا ندفع الثمن ؟ ثمن تعجرف الساسة في وطني وظلمهم واستشراسهم للبقاء في السلطة؟!

غريبة أفكاري هذا المساء أنا مَن عاهدت نفسي الا اترك وطني وانا التي لطالما ألقيت محاضرات في الوطنية والتضحية لاجل الوطن حتى قال طلابي يوم أعلنت قرار السفر: أحضرتك تذهبين وانت مصدر قوتنا وشجاعتنا وانت نموذج التضحية الذي يدفعنا إلى التعلق بوطننا…!!

أعترف اليوم وفي قلبي غصة وفي عيني دمعة أنني في الحالتين في غربة…ففي وطني هجرتنا الاماكن وفقدنا الأمان وخسرنا الأحباء إما بسبب المرض أو القهر والألم فصرنا مشردين تائهين لا نعلم إن كنا نبحث عن لقمة عيشنا أو عن مورد رزقنا أو عن صمام أمان ام اننا نبحث عن وطن؟!

…وكان خيار الرحيل ولكنه لم يكن الأفضل…في الغربة عن الوطن غربة عن نفسك أيضا …تنسلخ عن طفولتك عن شبابك عن ايام نجاحك وحتى فشلك عن احبائك عن اصدقاء عمرك عن لحظاتك السعيدة وحتى التعيسة …تشعر انك تائه في عالم لا يشبهك… تحاول الركض في طريق لم يكن يوما لك، تذهب إلى عمل لا يرضي طموحاتك وما سعيت وشقيت لأجله طوال حياتك، تتأقلم يوما تضحك أخر ثم تبكي وحيدا وسط مئات الأشخاص الباردين حيث لا لهفة ولا دفء القلوب ولا ابتسامة اللقاء …ها انت رقم بين آلاف، تحيا ولا تحيا …

هل تفقد هويتك …وجودك …لهفتك….حنانك….وحتى اسمك ؟!

قد تستغربون أصدقائي ولكن الهجرة ليست الخيار المثالي رغم كونها الحل الوحيد حاليا…ففي الغربة الحرقة والعمل المتواصل والكد والوحدة والألم والخوف وعدم الأمان وكتلة من الأشياء لا يعرفها الا مَن ذهب بعيدا عن محيطه وأرضه…حتى هذه اللحظة انا لم أتقبل الرحيل رغم عملي الجديد وحياتي التي أبداها بمرارة من الصفر ؛ ما زلت اعمل في بيروت أواصل عملي عن بعد، انا لم استطع الاستقالة من جامعتي ولا أجرؤ أن أقطع أوصال علاقتي بوطني، انا التي درست في فرنسا لم أطلب يوما تأشيرة دراسة طويلة فكنت اسافر بتأشيرة سياحية ولم تعنيني يوما تلك الإقامة الطويلة …ولكن على قول داهية العرب عمرو بن العاص ” مكره أخوك لا بطل» !

اصدقائي وأحبائي أرجو أن تعذروني هذا المساء فلطالما وددت أن ازرع الإيجابية والتفاؤل في قلوبكم عند المرور بصفحتي ولكنه الحنين …قاتل… قاتل

ويبقى السؤال : مَن أضاع الوطن؟!

أو كما قال محمود درويش

“لا أعلم مَن باع الوطن…

و لكنني رأيتُ مَن دفع الثمن”

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!