بعد إعلان وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب إكمال العام الدراسي الجامعي عن بعد من دون حضور، تاركا لكل جامعة تحديد تواريخ التوقف عن التدريس، لافتا إلى أنه سيتقدم بآلية تسمح باستكمال وإنهاء الدراسة عن بعد وإجراء التقييم مع وضع بعض الاستثناءات للمواد التطبيقية، كيف تلقّت الجامعة اللبنانية القرار وما هي تداعياته على العام الدراسي؟
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين يوسف ضاهر أكد لـ”المركزية” أن “الهيئة ستجتمع خلال الساعات المقبلة للتباحث في الموضوع”، إلا أنه اعتبر في المقابل أن التعليم يواجه مشكلتين: “الاولى احتمال تفشي موجة ثانية من فيروس “كورونا” وصعوبة ضبط الطلاب والالتزام بالتباعد، خاصة في الكليات الكبيرة حيث يجتمع 200 طالب في صالة مغلقة، وثانيا التعلم عن بعد، ومدى فاعليته وكيفية إنهاء السنة الجامعية”.
وأضاف: “نحن ضد إجراء الامتحانات عن بعد، لصعوبة مراقبتها في ظل الانترنت البطيء”، لافتا إلى أن “الامر ممكن عبر تقنية الـms teams او zoom، إلا أنه يحتاج الى ضوابط ومراقبة للطلاب، والاهم سرعة في الانترنت، وقد تناقشت اليوم مع عدد من العمداء حول الموضوع، لكنه يحتاج الى بحث معمق مع وزير التربية ورئيس الجامعة والاساتذة، وهذا ما سنقوم به قريبا. وبدأت اسمع اصداء من اساتذة يرفضون انهاء العام الدراسي من دون امتحانات خطية، فالضمير المهني موجود لدى معظم الاساتذة في الجامعة اللبنانية وهذا ما حافظ عليها على مر الزمن، وتابعت مسيرتها في العديد من المراحل حتى من دون ادارة او عمادة”.
ورأى أن “السنة الجامعية الأخيرة يمكن ايجاد حل لها، لأن الطلاب في اغلب الاحيان ينفذون مشاريع تخرج ويمكن إجراء التحكيم اونلاين، كما أن عدد المواد النظرية قليل جدا، وحتى لو اضطر الطلاب للحضور الى الجامعة، فعددهم قليل ويمكن احترام التباعد الاجتماعي”.
وتابع: “السؤال الأهم هو كيف سنجري مباريات الدخول الى الجامعة، كيف سيكون الامتحان، والتلامذة لم ينهوا ربع المنهاج. ام اننا سنتخذ قرارا بإجراء امتحانات الدخول وفق البرنامج كما هو، وعلى الطلاب ان يدرسوا ويدبّروا أنفسهم، وهنا قد يتمكن 10 في المئة منهم من انجازه، لكن ماذا سنفعل بال90 في المئة”.
واعتبر أن “المشكلة الاكبر هي في ما سيؤول اليه العلم، لأن التلامذة يترفعون الى صف اعلى في حين انهم لم يتلقوا ربع المنهاج، سيكون هناك جيل بكامله يعاني من ثغرة في المستوى العلمي وسينعكس على السنوات المقبلة وعلى كل المستويات”.
وناشد الاساتذة “إعادة المحاضرات مرات عدة للتأكد من استيعاب الطلاب، لأن الاهم من اعطاء افادات للترفيع، هي ان نتأكد ان الطالب فهم الدرس”، متمنيا عليهم “إكمال رسالتهم التعليمية رغم كل الظروف، لأننا في حال لم نقم بذلك، ندق اسفينا كبيرا في نعش البلد. فالقضية ليست قضية افادة او شهادة وانتهى الامر، بل علينا الاستنفار من أجل إنقاذ هذا الجيل، وهذا الامر صعب المنال من دون التضامن وحس المسؤولية بين اعضاء الاسرة التربوية وتغليب المصلحة العامة على الشخصية”.