في الأمس القريب كانت الحصص الغذائية تشكل دعماً وركيزة أساسية للكثير من العائلات المحتاجة في لبنان، حيث تتكل على دعم الجمعيات والأيادي البيضاء لتلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية أو أقله للتخفيف من هواجس رب العائلة في إطعام أولاده.
أما اليوم، فهذه الحصة أصبحت تشبه المواد الأولية لمصنع توقّف عن العمل، فمع ارتفاع سعر قارورة الغاز إلى قرابة ٣٠٠٠٠٠ ليرة، أي ما يوازي نصف الحد الأدنى للأجور، أصبحت العائلة غير قادرة على تأمينه، وبالتالي فإن طهو الحبوب والرز وغيرها من محتوى الحصة أصبح مكلف جداً، وخارج إمكانيات شريحة كبيرة من العائلات الفقيرة.
بالإضافة إلى أن الحصص الغذائية لم تعد متنوعة وغنية كما في السابق، وذلك بسبب إرتفاع الأسعار بشكل جنوني، حتى أن الجمعيات تعمل على تصغير الحصص لتتمكن من الإستمرارية.
إذاً، مبدأ “حجرة بتسند خابية” لم يعد ساري المفعول في لبنان، وحكومة “معاً للإنقاذ” التي أوهمت الشعب بإصلاحات إقتصادية وإجتماعية، وبطاقة تمويلية وأخرى طبيّة، هي اليوم عاجزة حتّى عن إنقاذ نفسها. أمّا الشعب اللبناني فلمصيره متروك.