مقال نشر بتاريخ: 1 حزيران 2014
من يُصدِّق أنّ أربعة ملايين لبناني عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية ، وابتكار قانون للإنتخابات النيابية ، وانتخاب نواب لا يُمدِّدون لأنفسهم وفقاً لرغبتهم.
ومن يُصدِّق أنّ هذا الشعب لا جدوى له ، وهو ينتظر الفرج قادماً من الشرق أم من الغرب ، ويعيش تحت رحمة عاصفة جنوبية ، عندما تقرر إسرائيل إستباحة الأرض و السماء.
ومن يُصدِّق أنّ اللبناني الذي ساهم في حضارة العالم خارج وطنه ، ينتظر من يُقرِّر مصيره في وطنه؟!
من يُصدِّق أنّ شعباً انتشر في العالم و أبدع في الإنجازات ، وهو عاجز عن بناء دولةٍ في القرن الواحد والعشرين؟!
ما هذه المهزلة في المجلس النيابي ، وإلى متى هذا الاستهتار في كفاءات وكرامات الناس؟ يجتمعون في جلسات إنتخابية معروفة المصير ، ويطرحون أسماء زعماء فشلوا في بناء وطن منذ أكثر من ثلاثين سنة ، ويتنكَّرون لأسماء جدد ويستهزئون بهم ، وكأنّ لبنان لا يبنبه إلاّ من خرّبه.
نحن لنا سبعة نواب يختارون 128 صوتاً في البرلمان ، ولا رأي لل 128 ممثلاً لهذا الشعب .. الشعب لا ينتخب ال 128 نائباً ، بل يصوت لمن يعيِّنونهم. إذاً هل تنتظرون وفاقاً إذا اجتمع هؤلاء النواب ، أم إذا استبدلهم أسيادهم بآخرين؟!
النتيجة هي هي ، والمراجع هي معدودة على أصابع اليد ، ولا لزم إلى 128 معاشاً يدفعهم الشعب لمن يختصرون صوته ، ويُمدِّدون لأنفسهم ، وقد تناسوا من انتخبهم ، ولن يتذكروه إلا في أزمنة الإنتخابات.
المطلوب اليوم أن ننسى من انتخبناهم ، لأنهم في إجازة عن آرائنا و مطالبنا ، ونعيد تأسيس نظام جديد للجمهورية ، بحيث يختار الشعب نوابه ليُشرِّعوا القوانين ، ويختار وزراءه ليديروا شؤونه ، ويختار رئيساً منتخباً من الشعب وكامل الصلاحيات ، على أن يتم اختيار جميع هؤلاء وفقاً لبرنامج يحاسبون عليه ، وإن لم يحصل ذلك لن يبقى من هذا الوطن من سيملأ الصفوف لحضور مسرحية ، بات الجميع يعرف فصولها ، وفيها يموت الجميع ولا يبقى سوى البطل ، وللأسف.