24.8 C
Byblos
Monday, September 23, 2024
جبيليات‎١٣ حزيران ‎عيد القدّيسة الشهيدة أكويلينا الجبيليّة

‎١٣ حزيران ‎عيد القدّيسة الشهيدة أكويلينا الجبيليّة

‎وُلِدَت أكويلينا في مدينة جبيل سنة 281، واستشهدت فيها بعمر اثنتي عشر سنة، في عهد القيصر الرومانيّ ديوقلسيانوس، وحاكم مدينة جبيل فولوسيانس، سنة 293. تتلمذت على أسقف المدينة أوتاليوس. وبفضل تفانيها في نشر مبادئ الدين المسيحيّ، ارتدّ عدد كبير من الوثنيّين إلى المسيحيّة وبخاصةً الفتيان منهم والفتيات.

مدفنها والمزار القديم: دُفِنَت ذخائر الشهيدة أكويلينا خارج مدينة جبيل بيبلوس ، ويُعتقد بأنّ المزار الصغير المُشيَّد على اسمها والواقع على تلّة شرقي المدينة هو موقع مدفنها. لم يبقَ من هذا المعبد إلاّ أطلال، يؤمّه أبناء جبيل للصلاة والتبرّك، ما حملهم على إحيائه وإعادة بنائه، وقد أعيد ترميمه على يد بطرس زغيب سنة 1988 وبعض المصادر تقول عام 1995. ويقول المستشرق الفرنسي إرنست رينان بأنَّ الشهيدة أكويلينا دُفِنَت خارج الأسوار،وهناك رأي يقول قرب كنيسة سيدة مرتين.

الأب انطونيوس زغيب الراهب اللبناني فقد كتبَ سيرةَ حياتِها ووضع لها الصلوات والتراتيل، كما طلبَ من الرسّام سمعان ساره (المعروف بسمعان المصوّر) برَسم لوحة تمثّل الشهيدة أكويلينا وهي المرجع الوحيد لكلّ صوَرها. إنطلاقًا من هذه المُعطيات عملَ الأب لويس خليفه، حين كان رئيسًا لأنطش مار يوحنّا مرقس ، على نَشر تكريمها وطلب شفاعَتها، وخصّ لها غرفة في الطابق السفلي من الأنطش، سنة 1976، بانتظار إقامة معبد ومزار خاصٍ بها. وهكذا عاد تكريم أكويلينا إلى الواجهة، ولكن بخفر كبير.

المزار الجديد

قيام المزار: في أيّام رئاسته على أنطش جبيل، خصّ الأب يوحنّا وهبه ظاهرة تكريم أكويلينا باهتمام كبير، وقد لاقى هذا الإهتمام ترحيبًا كبيرًا من قبل تجّار جبيل وأبناء جبيل، خصوصا السيّد بطرس العتيّق، الّذي يملك مشغلاً للخياطة الرجاليّة وتجارة الأقمشة في سوق جبيل القديم، والّذي وضع صورة الشهيدة أكويلينا على واجهة مشغله. فراح يسعى لدى تجّار جبيل إلى تطوير وتثبيت تكريم الشهيدة أكويلينا. وهكذا آلت مساعيه إلى تشييد مزار للشهيدة خلف جدار مشغله، سنة 1982.

إطلاق إسم اكويلينا: مع قيام المزار، تنادى تجّار جبيل، بمساعدة رئيس الأنطش الأب مارون غاريّوس، إلى إطلاق إسم اكويلينا رسميًّا على الشارع أمام المعبد، وذلك في 18/12/1987. ومنذ ذلك الحين، جرت العادة، على إقامة مسيرة تأمّل وصلاة، في عيد الشهيدة، في 13 حزيران، تنطلق من كنيسة مار يوحنّا مرقس، وتعبر السوق القديم، وصولاً إلى شارع أكويلينا، حيث تُقام الذبيحة الإلهيّة احتفاءً بالمناسبة.

التطوير والترميم: راح العاملون على تطوير وتوسيع المُقام وتكريم الشهيدة أكويلينا يتزايدون عددًا ونشاطًا، بتشجيع ودعم من رئيس الأنطش انذاك الأب طنّوس نعمه؛ فتمّ إخلاء محلَّين تجاريَّين محازيَين لمشغل بطرس العتيّق، تابِعَين لدير سيّدة المعونات، بهدف ترميمهما و تحويلهما إلى معبد لائق بمقام الشهيدة تحت اشراف المهندس بشارة موّنس ابن المدينة.

وفي 13 حزيران 1994، نُقِلَت اللوحة التي تمثّل أكويلينا من معبدها في الأنطش إلى المعبد الجديد.

وفي سنة 2005، تمّ تأهيل الساحة الخارجيّة للمعبد وتبليطها وتجميلها.

يحتفل الجبيليّون بعيد شهيدتهم القدّيسة أكويلينا في 13 حزيران من كلّ سنة. فتُقام الذبيحة الإلهيّة في شارعها ليلة العيد في ختام مسيرة تنطلق من كاتدرائيّة مار يوحنا مرقس. أمّا نهار العيد فتُقام الذبيحة الإلهيّة صباحًا ومساءً في المعبد. هذا، ويُقام القدّاس في المعبد عند الساعة السادسة من مساء كلّ جمعة طوال السنة.

قصة حياتها

ولدت القديسة إكويلينا (او أكيلينا) سنة 281 م. في أواخر القرن الثالث ، وهي إبنة أفتولميوس أحد أعيان مدينة بيبلوس الفينيقية (جبيل – لبنان). وقد تلقنت مبادئ المسيحية وتعمّدت على يد أوتاليوس أسقف مدينتها ، حتى اضطرم قلبها بمحبة الطفل الإلهي .

شرعت ، منذ سن العاشرة ، تعّلم أقرانها كيف يتحوّلون عن الأوثان ليلتصقوا بالمسيح الرب . فأخذت تسعى في نشر عبادته بين مواطنيها فآمن منهم عدد وافر.

بلغ خبرها أذنيّ رجل اسمه نيقوديموس ، أحد الغيارى على الوثنية ممن أخذوا على عاتقهم رصد سعي المسيحيين إلى الكرازة بالمسيح . فنقل هذا خبرها الى الحاكم الروماني فولوسيانوس وأقنعه بأنها ، على صغر سنهّا ، تشكل خطراً على عبادة الأوثان في المدينة . فجرى القبض عليها وأُخضعت للإستجواب . ولما سُئِلت عن إيمانها، أجابت : “انا مسيحية”، اعترفت بالفم الملآن باسم المسيح المخلص .

موقفها وجسارتها أغضبا الحاكم ، فأخذ يهدده ليحملها على الكفر بالمسيح فلم تأبه له . فأمر الجند فصفعوها على وجهها و ضربوها بالسياط وأدخل مخارز محمّاة بالنار في أذنيها، ثم جلدوها جَلداً قاسياً حتى سالت دماؤها ، فسألوها وهي في بحرٍ من الدم ، أن تكفر بالمسيح فتحيا ، فلم تجب بغير دمائها المسفوكة من أجل المسيح. وإذ رآها الحاكم ثابتة في إيمانها ، أمر بإدخال سياخ حديدية محماة في جسمها النحيف ، فوقعت على الأرض مغميّاً عليها ، فظنّوا أن ضحيَّتهم قد ماتت ، فحملوها ورموها في موضع القمامة خارج المدينة.

جاء ملاك من عند الرب ، وأعانها فضمد جراحها وشفاها، فقامت على رجليها صحيحة معافاة ، فدخلت خلسة الى دار الحاكم رغم تزنير الدار بالحراس . وما ان وقع نظر الحاكم عليها حتى أصابه الذعر ، وظن أن في الأمر سحراً وأنه في منام، فاستدعى الحراس وأمر بطرحها في السجن. وفي صباح اليوم التالي ، أمر بقطع رأسها، فدخل اليها السيّاف فوجدها قد ماتت(قيل أنها رقدت في الرب قبل ذلك) .

وهكذا نالت إكليل الشهادة سنة 293 م وهي ابنة اثنتي عشرة سنة . وقد جرى على قبرها معجزات كثيرة . وما لبث ان انتشر خبر قداستها في انحاء الامبراطورية الرومية ، فنُقلت ذخائرها فيما بعد الى القسطنطينية حيث شُيّدت على اسمها كاتدرائية كبرى وأُحيطت بإكرام جزيل .

 

 

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!